أعلن الجنرال رشيد عمار، قائد أركان الجيوش الثلاثة في تونس، عن وضع حدٍّ لنشاطه العسكري في قيادة أركان الجيوش، وذلك خلال برنامجٍ تليفزيوني بُثَّ مباشرةً على قناة التونسية تزامناً مع الذكرى ال57 لعيد الجيش التونسي، مؤكداً أنه كان قدم طلبه كتابياً إلى رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي، يوم السبت الماضي. وتحدث الجنرال رشيد عمار بكل ثقة عن الجيش التونسي بمناسبة عيده الوطني وأثنى على مجهوداته، ثم تطرق إلى أحداث جبل الشعانبي والعملية العسكرية التي يقوم بها الجيش هناك ضد جماعات إرهابية. واعتبر أن ملف الشعانبي لم ينتهِ بعدُ، وأن هناك تقصيراً واضحاً من هياكل أخرى، وقال إن اكتشاف هذه المجموعة من الإرهابيين تم عن طريق الصدفة، وأنها كانت تخطط لانتداب مقاتلين وإقامة منطقة خارجة عن الدولة، ولكنها اختفت الآن. وحذَّر الجنرال عمار من أن المسألة تتجاوز الإرهاب إلى محاولة قلب للسلطة، مشدداً على ضرورة تضافر كامل الجهود للتصدي إلى هذا الخطر. وفي محور آخر، ردّ رشيد عمار على بعض منتقديه والمطالبين باستقالته من الذين وجّهوا له اتهامات على خلفية أحداث الشعانبي، واعتبر أن هؤلاء ليست لديهم أي فكرة عن النشاط العسكري، معلقاً بقوله «حسبي الله ونعم الوكيل». كما أكد أنه لا مطامح سياسية له بعد خروجه من الجيش، وذكّر بدوره في حماية الثورة ورفضه تولي السلطة بعد 14 يناير 2011، مبرراً ذلك بأنه يحترم الشرعية الدستورية. وفي نهاية البرنامج، أعلن رشيد عمار خروجه من الخدمة العسكرية حسب الحدّ العمري وبلوغه سن التقاعد، مؤكداً تقدمه بطلب رسمي في ذلك إلى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي قبل الأمر. وقال الفريق عمار «قرّرت أن أترك الخدمة بموجب الحد العمري، وتلك سُنة الله في خلقه، لأنني كبرت أكثر من اللزوم، والحمد لله الذي قدرني حتى أقدم كثيراً وأعطي كثيراً، والزمان بيننا وسيثبته التاريخ»، ونفى أن يكون إنهاؤه الخدمة استقالة أو هروباً من الصعاب، كاشفاً أن رئيس الدولة وبعض الأطراف ترجّته للعدول عن قراره غير أنه حسم الأمر.