أعلن قائد أركان الجيوش الثلاثة الجنرال رشيد عمار أنه تقدم لرئيس الجمهورية بطلب لإنهاء مهامه على رأس الجيش التونسي، وبيّن أن طلبه جاء بسبب تجاوزه سن التقاعد منذ 2006 وأنه قدم الكثير لتونس وكان حامياً للثورة وللبلاد في أصعب الأوقات التي مرت بها. وقال رشيد عمار في الحوار الحصري لقناة التونسية "أنا لا أستقيل أمام الصعوبات، ولا أقال لأني لا أخل بواجباتي". وكشف رشيد عمار أنه عند اندلاع الثورة عرضت عليه رئاسة البلاد ولكنه رفض ذلك لأن عقيدته العسكرية تفرض عليه ذلك فهو على رأس جيش جمهوري لا انقلابي، كما أنه رفض بعد الانتخابات التي أمّن مسارها حقيبة وزارة الدفاع التي عرضت عليه، وبيّن الجنرال عمار أن النقد الذي وجه اليه من بعض الأطراف كان مريراً لأنه نقد ظالم إلا أنه لم يكن وراء قرار التخلي عن منصبه، مؤكدا أن الوقت حان لكي يعتني بأسرته. وأشار أن لديه ثقة كبيرة في شباب الجيش التونسي لإتمام المسيرة حسب العقيدة التي ربى عليها أجيالا من القيادات العسكرية منذ أن كان على رأس الأكاديمية العسكرية. وتطرق الجنرال رشيد عمار في حديثه الى أحداث جبل الشعانبي قائلا إنه ومنذ الأسبوع الأول للأحداث أبلغ الحكومة أنه لم يعد هناك أحد من الإرهابيين في الجبل، وأن المجموعة قد فرت. وأوضح أن هناك تقصيراً كبيراً في العمل المخابراتي وأن المعلومات اللازمة لو توفرت للجيش منذ البداية لأمكن القضاء على تلك المجموعة الإرهابية. كما تحدث عن وجود أطراف أجنبية متورطة في الأحداث وخاصة من طرف تنظيم القاعدة. وقال رئيس أركان الجيوش انه طالب من رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي بالإسراع في إنشاء وكالة وطنية للاستخبارات موحدة بين الأمن والجيش والحرس الوطني تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية، وتخدم الأمن الجمهوري مؤكداً أن ضعف العمليات الاستخبارية ساهم في تسهيل تحرك المجموعات الإرهابية.