تواصل القوات العسكرية والأمنية التونسية بمختلف تشكيلاتها تمشيط المناطق الجبلية في العديد من الولايات كالقصرين والكاف وجندوبة بحثا عن مجموعات الإرهابيين الذين تحصنوا بهذه المناطق الجبلية الوعرة بعد أن زرعوها بالمتفجرات والألغام. وفي الوقت الذي حذر فيه العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم الجيش من توغّل العناصر الإرهابية داخل البلاد وتحديدا إلى العاصمة تونس أفاد الرائد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أنّه تم القبض على 37 فردا من جنسيات مختلفة بينهم تونسيون وأشخاص من جنسيات بلدان مجاورة على علاقة بالأعمال الإرهابية في جبل الشعانبي و تم حجز عشرين طنا من مادة "الامونيتر" المستعملة في صناعة الألغام و معدّات وكتب وخرائط. وأكد أنّ قوات الأمن والجيش تعمل اليوم على إحباط "مخطط إرهابي" وقد تم الكشف عن هويات وأسماء وجنسيات وانتماءات العناصر الإرهابية المتحصنة بجبل الشعانبي وكذلك بالمناطق الحدودية بالكاف مشيرا إلى ارتباط هذه العناصر ب"كتيبة عقبة ابن نافع" التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والتي تريد التموقع في المنطقة وقال الرائد العروي إنّ "تونس ليست في معزل عن الوضع الإقليمي والدول المجاورة على غرار ليبيا والجزائر ومالي و أن تونس كسائر هذه الدول تواجه خطر الإرهاب. وأكّد العروي أنّ "أحداث جبل الشعانبي مرتبطة ارتباطا وثيقا بما سبقها من أحداث حصلت على أراضيها على غرار أحداث "بئر علي بن خليفة" و"بن قردان" و "الروحية" وقد تم إحباط العديد من المخططات التي استهدفت أمن تونس والتونسيين". وبيّن العروي أنّ السلطات التونسية تنسّق مع السلطات الجزائرية والليبية، وقال إنّ حوالي 20 شخصا متحصنون الآن بجبل الشعانبي ( 9 تونسيين و 11 جزائريا ) إضافة إلى وجود ما بين 10 و15 شخصا متحصنين بالمناطق الحدودية مع الجزائر من ولاية الكاف.من ناحية أخرى، أكّد الرائد العروي أن وزارة الداخلية اتخذت جملة من الإجراءات المتعلقة بمنع كل شخص يسافر بهدف الجهاد في بلدان أخرى وقد تم إلى حد اليوم منع حوالي ألف شخص منذ بضعة أشهر وأنّ الوزارة حريصة على تطبيق القانون على كل من يحرض على العنف وخلق بؤر توتر. وفي إشارة للانتقادات الموجهة للمؤسستين العسكرية والأمنية على خلفية الأحداث الحالية بجبل الشعانبي وما قامت به بعض الأطراف السلفية من تشفّ بعد إصابة أفراد من قوات الأمن أوضح العروي أنّ كل من يحرض ضد المؤسستين الأمنية والعسكرية ستتم ملاحقته قضائيا وأنّه تم فتح تحقيق قضائي في هذا الإطار. وكان رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي قد أدى زيارة إلى منطقة الأحداث بجبل الشعانبي رفقة وزير الدفاع الوطني والجنرال رشيد عمار للإطلاع على الأوضاع ومؤازرة أعوان الأمن والجيش الوطنيين والرفع من معنوياتهم.