هل سمعت عن صمَّاء تسمع بكاء صغيرها؟ وعن أصم يستطيع أن يسمع صوت السيارات التي تسير في الشوارع المحيطة به أثناء قيادته السيارة؟ وعن شخص من ذوي الإعاقة مبتورة يداه يستطيع أن يحرك (mouse) الكمبيوتر «الفأرة» ويستخدم الحاسب الآلي بسهولة؟ تستهويني القراءة والاطلاع حول براءات الاختراع، إن كان الغرب قد حصد أغلبها، فإننا نلاحظ تزايد براءات الاختراع من مخترعين في وطننا العربي، كالاختراعات التي ذكرتها في مطلع مقالي هذا. وعندما نتأمل في تلك الاختراعات نجد أن هؤلاء المخترعين فكروا ولكن «بطريقة مختلفة». نحن في حاجة لوجود هؤلاء المفكرين في جميع القطاعات التي تخدم المجتمع للالتفات إلى تفاصيل بسيطة لو تم العمل بها لأسهمت في تحقيق فوائد كبيرة للمجتمع. ونلاحظ في هذه الأيام كثيراً من طلاب الثانوية العامة ممن هم على أعتاب التخرُّج يعيشون أجواء بمشاعر مختلطة، فرحة بقدوم الإجازة الصيفية، يخالطها ترقُّب لنتائج الاختبارات؛ ليؤتى كل مجتهد حصاد ما بذل، ويتسلموا شهاداتهم، ويلبوا نداء الجامعات بالدخول في منافسات الالتحاق بالتعليم الجامعي، وتتجدَّد سعادة بعضهم بقبولهم في الجامعات. ونجد آخرين سلكوا نفس الطريق، وتخطوا عقبات أكثر لوجود قصور سمعي لديهم، ورغماً عن وجود احتياج خاص لديهم إلا أنهم اجتهدوا وكافحوا للوصول، لكن يتعذر التحاقهم بالتعليم الجامعي بسبب عدم توفير مترجمين للغة الإشارة في الجامعات. كما نجد ذلك يتكرر في بعض الأسواق التي يتوافد إليها الناس من شرائح المجتمع كافة، إلا أن عدم وجود منحدر لذوي الإعاقة يحرم أصحاب تلك المحلات من كسب زبائن من شريحة كبيرة في المجتمع، ينبغي أن تكون لها الأولوية في الحصول على تلك الخدمات، وكذلك الحال مع بعض صرَّافات البنوك التي لا تخدم مكفوفي البصر إلا بوجود معرف معهم. القيام بتعديل بسيط من خلال الأخذ في الاعتبار أن تكون هذه الخدمات مقدمة لجميع فئات المجتمع؛ ليحقق فائدة للقائمين على تلك المنشآت باستقطاب شرائح المجتمع كافة، ويضمن للجميع الحصول على الخدمات بشكل متكافئ. فهل من يدٍ تأخذ بتلك الأفكار وتنقلها إلى أرض الواقع؟