هبة محمد عبدالواحد. شابة في السادسة عشرة من العمر، التحقت بالعمل التطوعي الخيري في أكثر من جمعية أحبت الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخذت تحلم كيف يمكنها مساعدتهم. وبما حباها الله من ذكاء وعبقرية، نجحت في تصميم حاسب آلي ناطق للمكفوفين، ولم يتبق لاختراعها، لكي يرى النور، سوى الدائرة الكهربائية. وبعد أن كتبت للمسؤولين في مدينة جدة، أحالوا الموضوع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، التي بدورها أرسلت لهبة استمارة براءة اختراع لتعبئتها بالمعلومات الروتينية. لكن هبة لم يكن يهمها الاستمارة، بقدر من كان يهمها، المساعدة في استكمال الدائرة الكهربائية، والتي لم تبادر المدينة بتقديم أي مساعدة بخصوصها. ولأن هذه الشابة الموهوبة، مخلصة وجادة، فلم يحبطها ما جرى، بل أكملت الطريق، بتعاون بعض استاذاتها، وحققت ما كانت تصبو إليه، وما كانت تحلم بإنجازه لخدمة شريحة هامة من شرائح مجتمعنا. هذه قصة من مئات القصص التي تثبت أن ثمة بيروقراطية مقيتة في التعامل مع المواهب الشابة: أنا لا أقول أن ليس لدينا مؤسسات لرعاية الموهوبين، لدينا ولله الحمد مؤسسات مختلفة، وهناك مخصصات مالية لهذه المؤسسات، لكن ما جدوى وجود هذه الكيانات، إذا كنا نقرأ ونسمع يومياً، شواهد لإعاقة المبدعين والمبتكرين؟!! هل وجود هذه الصروح المكلفة، لمجرد أن نقول إن لدينا من يرعى الموهوب؟!! هل لكي نتباهى أن لدينا «استمارات» لبراءات الاختراع؟!! وإذا هذه المؤسسات تقول إنها تدعم المخترعين الشباب، أين هي هذه الاختراعات؟!! أكيد انها لاتزال في ملفات علاقية خضراء، داخل دواليب المؤسسات!!