طالبت جامعة الدول العربية اليوم المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك الفاعل والجدي لوقف الإجراءات العنصرية والعدوانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تنتهك القيم والحقوق الإنسانية وتخالف الأعراف والمواثيق الدولية. وأعربت الجامعة في بيان لها اليوم عن قلقها البالغ إزاء الأنباء المتواترة عن إعادة طرح مشروع القانون الإسرائيلي بشأن /الدولة القومية/ بصيغته المعدلة المعروض على الكنيست الإسرائيلي والمزمع التصويت عليه خلال الأيام القليلة القادمة. وأوضح البيان أن إعادة طرح هذا القانون الذي تقدم به النائب ياريف لفين من حزب /ليكود بيتنا/ يأتي بعد إضافة عدد من المواد العنصرية عليه التي تستند إلى ما يسمى /بوثيقة الاستقلال/ مندده بهذا القانون العنصري. ونبهت إلى أن القانون يمثل خطراً داهماً على حياة الشعب الفلسطيني في أراضي 1948 عبر حرمانهم من المطالبة بالمساواة الكاملة في الحقوق والتصعيد من سياسة التمييز وتكريس العنصرية ضدهم وفي مقدمتها خطة الحكومة الإسرائيلية التي بدأت تنفيذها لتهويد مناطق الجليل والمثلث والنقب مؤكدة أن القانون يهدف إلى تثبيت الهوية اليهودية لإسرائيل عبر إتاحة الفرصة للحكومة الإسرائيلية لإصدار قرارت مثل ضم الضفة الغربيةالمحتلة إلى سيادتها ومواصلة بناء الجدار الفاصل بين إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة واستمرار الاستيطان اليهودي مع إقرار التجمعات السكانية لأبناء الأديان الأخرى في بلدات منفصلة. وشددت الجامعة العربية على أن خطورة هذا المشروع تكمن في كونه يمنح مكانة قانونية لاصطلاح بلاد إسرائيل وصلة اليهود الحصرية بها بوصف أن بلاد إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ومكان قيام دولة إسرائيل على حد زعمهم ما يجعل من حق تقرير المصير القومي في إسرائيل حقا منفردا لليهود ويجعل من اللغة العبرية اللغة الرسمية الوحيدة في إسرائيل الأمر الذي يعني إلغاء القانون القاضي باعتبار اللغة العربية لغة رسمية أيضاً في إسرائيل. وأكدت أن استمرار سن إسرائيل للقوانين العنصرية ضد الفلسطينيين يظهر على نحو واضح مدى ما وصل إليه ائتلاف اليمين المتطرف الذي تتألف منه حكومة بنيامين نتنياهو من تمييز عنصري وما يعنيه هذا من مواصلة السعي إلى استكمال عمليات التطهير العرقي ضد الشعب العربي الفلسطيني وصولاً إلى تهويد الدولة وهو ما يوضح أن الديمقراطية الإسرائيلية ما هي إلا ديمقراطية زائفة للمحتل الذي يسعى إلى إلغاء الآخر ومحو وجوده وسرقة تراثه وتاريخه. وحيت الجامعة العربية صمود الشعب الفلسطيني المستمر لأكثر من ستة عقود من الزمن مجددة التأكيد على دعمها المتواصل له على كافة الأصعدة ليستمر صامداً على أرضه رغم ما يعانيه من عنصرية وتمييز وإهمال متعمد في توفير الخدمات الأساسية لمقومات الحياة البشرية ومن سن القوانين العنصرية لإجبار العائلات العربية على ترك أملاكهم في المدن الكبرى وحصرهم في مناطق وبلدات أشبه بمعازل حقيقية إضافة إلى التضييق المتعمد على قياداتهم الوطنية في نضالهم السياسي وملاحقتهم والعمل على فصلهم بكافة الطرق عن شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية. وشددت على أن مواصلة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في إقرار القوانين العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وعدم التزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وسعيها الدائم إلى عرقلة أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين وخلق واقع جديد من شأنه تقويض عملية السلام وإطالة أمد الاحتلال للأراضي العربية. القاهرة | واس