الدمام – سحر أبوشاهين الشمري: 50% من المدرسات سيتخلين عن راتب شهرين ليتمتعن بالإجازة كاملة تضطر بعض مُعلمات المدارس الأهلية إلى الاستغناء عن رواتبهن لشهرين، مقابل تمتعهن بإجازة صيفية كاملة، مساوية لتلك التي تحصل عليها مُعلمات التعليم الحكومي، حيث ألزمهن «العقد الموحد» بإجازة مدفوعة لا تزيد على 21 يوماً، أو القبول بإجازة دون راتب، وهو ذات الوضع الذي كان سارياً قبل توحيد العقد. لا داعي لحضورنا وتطالب مُعلمة المرحلة الثانوية في إحدى المدارس الأهلية بمكة ابتسام باحكيم، بالمساواة بين مُعلمات المدارس الأهلية، ومعلمات التعليم العام، وذلك لحاجة المعلمات للراحة من عناء العام الدراسي، حيث يجبرهن العقد الموحد على الحضور للمدرسة، حتى بعد انتهاء الاختبارات، وأضافت «ما الداعي لحضورنا للمدرسة وقد خلت من الطالبات، ونحن بأمسّ الحاجة لتجديد نشاطنا كي نعود بطاقة عطاء مع بداية العام الدراسي الجديد؟». مشيرة إلى أن أغلب المدرسات سيتخلين عن راتب شهرين ونصف الشهر تقريباً مقابل التمتع بكامل الإجازة الصيفية». فيما ذكرت المعلمة في إحدى المدارس الأهلية بجدة عروب أحمد، أن المعلمات وقّعن على موافقة بأن تكون إجازتهن 21 يوماً كأحد بنود العقد الموحد لمدرسي المدارس الأهلية، غير أن الالتزام بذلك صعب على العاملين في قطاع التعليم، ما يحتم عليهن القبول بإجازة دون راتب. وأكدت معلمة المرحلة المتوسطة سهى عبدالله الحارثي، أن مديرة المدرسة أجبرت المعلمات على أخذ إجازة شهرين دون راتب، كي لا تضطر للدفع، حيث طالبتهن بالحضور والانصراف بنظام البصمة منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الثانية والنصف ظهراً بما في ذلك دوام يوم الخميس، كما قالت لهن إنها ستوكلهن مهام شاقة. حقوق وواجبات فيما أكد عضو اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بغرفة الشرقية خالد الدعيلج الشمري، أن العقد الموحد يقتضي منح إجازة مدفوعة (21) يوماً للمعلمين والمعلمات الذين لم تبلغ خدمتهن خمس سنوات، و(ثلاثين) يوماً لمن بلغت خدمتهن خمساً فأكثر، ويستحقون الإجازة مقابل العمل (11) شهراً في السنة، على أن يتمتعن بها خلال فترة الصيف، وتبدأ بنهاية دوام المدرسة بحسب كل مرحلة دراسية، وتنتهي في 30/8/2013م، وهي فترة تزيد على (85 يوماً) تقريباً، منوهاً بأن المدارس الأهلية ستواجه خلال فترة الصيف أحد الاحتمالات التالية: فإما أن يعمل المعلمون والمعلمات حتى 9/8/2013م، أو 30/7/2013م، ثم يأخذون إجازاتهم السنوية المحددة بالعقد 21 إلى ثلاثين يوماً، ثم يعودون للعمل في مدارسهم في 31/8/2013م، وبهذا يحصلون على راتب كامل عن فترة الصيف المقدرة ب(85 يوماً)، أو أن يحصلوا على إجازاتهم السنوية المحددة بالعقد (21 إلى ثلاثين يوماً)، ثم يطلبوا إجازة استثنائية من دون راتب يوافق عليها صاحب المدرسة لمدة شهرين فينالوا راتب الإجازة السنوية فقط، أو أن تكون الإجازة الاستثنائية أقل من شهرين ثم يعودون للعمل، وهذه الحالة تقتضي حصولهم على راتب الإجازة السنوية وأيام العمل، وفي الوقت نفسه لن يُصرف لهم راتب الإجازة الاستثنائية. وأشار إلى أن من الضروري أن يعرف كل من ملاك المدارس الأهلية والمعلمين العاملين لديهم، حقوقهم وواجباتهم كي يكونوا على بصيرة ويقدر كل منهما موقف الآخر. ثلاثون ألف سعودي وأوضح الدعيلج أن عدد معلمي ومعلمات المدارس الأهلية يبلغ ثلاثين ألف سعودي على مستوى المملكة، والأغلبية من المعلمات، كما يبلغ عدد الإداريين والإداريات 4000، لافتاً إلى أن ما لا يقل عن 50% من المعلمات سيوقعن على إجازة شهرين من دون راتب، و20% من المعلمين، وذلك بحسب ظروفهم المادية وحاجتهم للراتب، متسائلاً عن سبب إحجام الموارد البشرية عن دفع إعانة ال2500 ريال للمعلمين الذين سيأخذون إجازة استثنائية، منوهاً بأن ملاك المدارس ممن سيستغلون فترة الصيف لصيانة المباني وترميمها، سيتعرضون للخسارة لدفعهم رواتب دون وجود أنشطة صيفية تدرّ دخلاً، خاصة وأن مالك المدرسة سيدفع 550 للتأمينات الاجتماعية عن كل مدرس شهرياً سواء حضر للدوام أو أخذ إجازة استثنائية. ثغرات العقد الموحد ونوه الدعيلج إلى ثغرات يحويها العقد الموحد، حيث يجمع بين مزايا العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، الأمر الذي سبب توتراً في العلاقة بين الملاك والمدرسين، مشدداً على ضرورة معالجة تلك الثغرات، بتفعيل دور المسؤولين الحكوميين، مع بعدهم عن اتخاذ دور الوصاية على العقد الموحد وأطرافه، مرجحاً أن يكون طلب المعلمات على الإجازة الصيفية الاستثنائية أكبر من المعلمين بحكم ظروفهن العائلية، وأكد أن أغلب المدارس الأهلية تخطط لاستثمار وجود المعلمين في المدرسة عبر الأنشطة الصيفية، ويمكن إعطاؤهم دورات تطويرية. مدرسة لم تطبق العقد وذكر الدعيلج تجربة لمدرسة أهلية لم تطبق العقد الموحد، حيث تعرض مالك المدرسة لخسائر جمة، وذلك في الفترة من 1/9/2013م وحتى 4/6/ 2013م، حيث لم تحضر المدرسات جميع أيام الخميس ومقدارها (34 يوماً)، وأخذن إجازة (14 يوماً) لعيد الأضحى، بينما نص العقد على (أربعة أيام فقط)، وكذلك أخذن إجازة منتصف الفصل الثاني ومقدارها (سبعة أيام)، رغم أن العقد لم ينص عليها، إضافة إلى فرق ساعتين يومياً لمدة (179 يوماً دراسياً)، ما يعادل (44 يوماً) تقريباً. ومما سبق يتضح أن مجموع تلك الأيام (97 يوماً)، أي ما يعادل (3.3 شهر) تقريباً، وراتب هذه المدة يزيد على (10000 ريال) لكل معلمة. ولو منح مالك المدرسة إجازة مدفوعة الراتب مقدارها (85 يوماً)، لكان مجموع ما منحه معلماته (5.3 شهر) في السنة، فقد منح راتباً قدره (16430 ريالاً) لكل معلمة من دون قيامهن بأي عمل. نظام العمل من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة العمل حطاب العنزي، أنه وبحسب المادة 109 من نظام العمل، فإن العامل يحق له إجازة مدفوعة مقدماً لا تقل عن 21 يوماً تزاد إلى ثلاثين يوماً إذا أمضى في خدمة مالك العمل خمس سنوات، وللمالك تحديد زمن هذه الإجازة وفق مقتضيات العمل، وبحسب المادة 106 يجوز للعامل بعد موافقة صاحب العمل الحصول على إجازة دون أجر يتفق الطرفان على تحديد مدتها.