يتساءل بعض رواد الأعمال من الجنسين عن أسباب فشل مشاريعهم التجارية الصغيرة على الرغم من أنهم عملوا لها دراسة جدوى حسب المعايير المعروفة لمثل هذا النوع من الدراسات، وفي بعض الأحيان تكون تحت إشراف مختصين في المنشآت الصغيرة والمتوسطة. الحديث عن أسباب فشل المشاريع التجارية يطول ويتشعب، لكني سأذكر لكم الأسباب التي لاحظتها تتكرر بكثرة وسأختصرها في اثنين رئيسين: الأول: البعض يغلب عليه عشق مشروعه الحلم ويرى أنه أول الأبواب لعالم المال والأعمال. هذا العشق يجعله يرفع نسبة «التفاؤل» بالنجاح لمستويات لا يرى فيها المطبات التي يصعب عليه تخطيها عند الانطلاق في السوق. الثاني: قد يكون الرواد منطقيين في عمل دراسة الجدوى وتكون أرقامهم وتوقعاتهم معقولة ومقبولة وبها يسترشدون في «تأسيس» المشروع. لكن التأسيس شيء وإدارة المشروع – لاحقاً – شيء آخر. بعد التأسيس يحتاج الرواد تعلم فنون الإدارة التسويقية والمالية تحديداً لأنهما عمودان رئيسان لنجاح أي مشروع. واسمحوا لي فقد تعمدت تجاهل السبب الثالث وهو المتغيرات غير المتوقعة التي يمكن أن تحصل جراء تغير في بيئة العمل الخارجية، لقناعتي أن من يستطيع أن يتخطى العقبتين سوف تكون العقبات الأخرى أهون مهما تراءى له صعوبتها. ولا شك أن هناك أسباباً أخرى لفشل المشروع التجارى مثل ضعف الروح القتالية، لكنَّ السببين هما الأكثر انتشاراً لدى قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة في المملكة.