عدّ ائتلاف العراقية الوطني الموحد بزعامة إياد علاوي، ما يجري في قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك «شكلا من أشكال العقوبة الجماعية اللا إنسانية، التي بدأت تأخذ طابعاً ممنهجاً وعلى نطاق واسع»، فيما حذّر الشيخ عبدالملك السعدي، القوات الأمنية من اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة، وذكر في بيان صحفي مخاطبا القوات الأمنية «وجّهت المتظاهرين مرارا وتكرارا بضرورة احترام القوات الأمنية ما دامت تحميكم، لكنكم اليوم خرجتم عن الهدف الأساس الذي لا ينبغي أن تحيدوا عنه بعد أن ضايقتم المتظاهرين، ووجهتم سلاحكم نحو صدور الأبرياء العزّل، وأوقعتم بينهم قتلى، وقمتم بمحاصرتهم، ومنعتم عنهم الماء والطعام والدواء، فسقط منهم المرضى والعجزة والأطفال والنساء جوعا وعطشا في سابقة لا يفعلها إلا المجرمون». وكان قائد القوات البرية الفريق علي غيدان، قد أمهل معتصمي الحويجة حتى عصر أمس الأول لتسليم «مهاجمي نقطة التفتيش التابعة للجيش في الحويجة والأسلحة التي استولوا عليها»، لكنه عاد أمس ونفى نية قوات الجيش اقتحام ساحة الاعتصام في الحويجة. وذكر غيدان، في تصريح متلفز «أن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، وجّه قوات الجيش بضرورة التهدئة وضبط النفس»، مبينا: «أن قوات الجيش لم تحاصر ساحة الاعتصام في الحويجة، وإنما قامت بتطويقها لمنع دخول الإرهابيين إليها لأنها أصبحت ملاذا آمنا لهم». وأوضح «أن الحويجة حاليا منطقة آمنة ولا يدخلها أي شخص غريب، وما يقوم به الجيش هو لحمايتها»، مضيفا «أن مباحثات جارية حاليا مع شيوخ العشائر لتسليم العناصر، التي استهدفت قوات الجيش بصورة سلمية دون إراقة دماء». وأعلن حامد الجبوري، الناطق الرسمي باسم معتصمي الحويجة: «أن حصار القوات العسكرية ساحة الاعتصام ما زال مستمرا»، منوها إلى «أن هذه القوات ما زالت تمنع دخول الأغذية والأدوية للمعتصمين، الذين من بينهم عدد من الجرحى، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من النساء والأطفال والشيوخ». وأضاف الجبوري «أن غيدان وحكومته فشلا في تنفيذ تهديدهما بإنهاء الاعتصام بالقوة، إذ إن أمر الاقتحام كان يفترض به أن ينفذ عصر أمس، إلا أن صمود المعتصمين في وجه التهديدات، والنهضة الوطنية الشاملة في كافة المحافظات المعتصمة، شكّلتا رادعا كافيا ودافعا للتريث في هذا الشأن». وأشارإلى «أن القوات التي تحاصر ساحة الاعتصام، طلبت منا نقل اعتصامنا إلى مكان آخر، في ظن منها أن تشديد الحصار، ومواصلة تهديد المعتصمين عبر مكبرات الصوت، وتقدم الجرافات باتجاههم، إضافة إلى ما يعانيه المعتصمون من انعدام الغذاء والدواء، ستكسر من شوكة المعتصمين»، مؤكدا: «أن المعتصمين لن يتزحزحوا من ساحة الاعتصام، فالقضية باتت قضية شرف ودين ومبدأ، ولا يمكن لإنسان حر كريم أن يتخلّى عن شرفه ودينه ومبدئه». من جانبه، أعرب ائتلاف العراقية الوطني الموحد في بيان له عن استيائه ودهشته مما يجري في العراق، من «استهتار بالمسار الديمقراطي، الذي دفع العراقيون ثمنه من دمائهم وممتلكاتهم وأمنهم، من قِبل حكومة تصرعلى صم آذانها عمّا يجري في العراق اليوم، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، من خلال انتهاج تغييرالحقائق وتسمية الأشياء بغير مسمياتها» بحسب قوله. وقال «إن ما يجري في الحويجة، يضع المنظمة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في مواجهة عمليات واسعة لخرق الدستور، والاعتداء على أرواح الناس وحرياتهم، ولو عالجت الحكومة الأوضاع المتوترة بحكمة، وبعيداً عن كيل الاتهامات للمتظاهرين، لما وصلت الحالة إلى ما هي عليه اليوم». ودعا الائتلاف، الجهات الأمنية إلى «ضبط النفس، ورفع الحصار فوراً عن متظاهري الحويجة، وتنفيذ كل مطالبهم المشروعة، والتحقيق العادل والنزيه في مجريات الأحداث، والتعامل مع كل محافظات العراق وفق مبدأ المواطنة والعدالة، والنأي عن سياسات الإقصاء والتهميش، التي تدفع العراق إلى مستقبل مجهول».