واصل الجيش العراقي محاصرة ساحة الاعتصام في مدينة الحويجة جنوب محافظة كركوك لليوم الثاني على التوالي، ونية هذه القوة اقتحام الساحة، في وقت تستعد خمس محافظات اليوم لتنظيم إضراب في خطوة تصعيديه احتجاجاً على ما سمّوه التجاهل الحكومي لمطالبهم. وتحاصر وحدات من القوات البرية التابعة للجيش منذ الجمعة الماضي ساحة الاعتصام جنوب كركوك، على خلفية إطلاق نار على نقطة تفتيش. واعترف عضو لجان التنسيق في الحويجة اكرم العبيدي بحصول اطلاق نار على عناصر الجيش الجمعة الماضي، لكنه نفى ان يكون مطلقوه من المتظاهرين. وأوضح العبيدي في اتصال مع «الحياة» امس ان «بعض المندسين في تظاهرات المدينة كانوا يحملون اسلحة اثناء تظاهرة الجمعة وأطلقوا النار باتجاه عناصر الجيش»، وأشار الى ان «هؤلاء المندسين مدفوعون من جهات مشبوهة لتشويه صورة المتظاهرين». وأكد ان «تهديدات قائد القوات البرية علي غيدان باقتحام ساحة الاعتصام المحاصرة ستكون له عواقب كارثية»، وكشف ان «عشائرالمدينة تجمعت على اطراف ساحة الاعتصام وهي تحمل السلاح تحسباً لما قد يحصل في حال اقدام الجيش على تنفيذ تهديده». وأشار الى ان «ساحة الاعتصام كانت حتى عصر امس محاصرة»، ولفت الى ان «مفاوضات مطولة سمحت بإدخال بعض الاطعمة للمعتصمين المحاصرين منذ يومين في اماكنهم، فيما سمح لكبار السن فقط بمغادرة الساحة». وشهدت ساحة اعتصام الحويجة الجمعة اشتباكات قرب نقطة تفتيش مشتركة لقوات الجيش والشرطة، واتهمت قيادة الجيش المتظاهرين بالهجوم على النقطة، والتسبب في «المعركة» قتل فيها جندي وأصيب فيها اثنان آخران. وعلى اثر الحادثة اصدرت قيادة القوة البرية للجيش امراً بمحاصرة ساحة الاعتصام واعطاء مهلة 48 ساعة للمعتصمين لتسليم المتوريطن، مهددون باقتحام ساحة الاعتصام وتفتيش الخيم للبحث عن الاسلحة والمطلوبين. وحذرت اللجان الشعبية في محافظة كركوك، من اقتحام قوات الجيش ساحة اعتصام الحويجة قبل ساعات من انتهاء المدة التي حددها قائد القوات البرية. وقال القيادي في اللجان الشعبية خالد المفرجي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المنسق في كركوك أكرم العبيدي إن «أي عملية اقتحام لساحة الإعتصام مرفوضة ولن تدعنا مكتوفي الأيدي»، مؤكداً أن «هذا الإجراء سيكون كارثياً». وأضاف أن «المفاوضات مستمرة بين العشائر ووجهاء كركوك والجيش»، وأشار إلى أن «اللجان الشعبية اقترحت قيام ضباط في الجيش وعناصر من الشرطة ووجهاء عشائر بتفتيش ساحة الإعتصام للبحث عن أسلحة ومطلوبين لكن الجيش رفض هذا الإقتراح». واعتبر القيادي في اللجان الشعبية اعتقال الشيخ سعد العاصي العبيدي وتركي الحاجم العبيدي مع الإعلامي ياسين السبعاوي «تطوراً خطيراً». إلى ذلك، اتهم منسق اللجان الشعبية في كركوك أكرم العبيدي في كلمة خلال المؤتمر «طرفاً ثالثاً يسعى إلى تأجيج الصراع وتحويله إلى صدام دموي وهم المنافقون الذين خسروا ناخبيهم ولم يحصلوا على أصوات ما دفعهم إلى مجاراة الحكومة ومشاغلتها ومجاملتها». وتابع ان «هؤلاء كان لديهم ثقل في الحويجة لكنهم خسروه»، مشيراً إلى انه «ربما كان هناك مندسون ساهموا بإشعال الفتنة مع الجيش ولكن هذا لا يبرر العقاب الجماعي ومحاصرة المعتصمين». وأعرب رئيس البرلمان اسامة النجيفي عن قلقه لما يحصل في ساحة اعتصام الحويجة وطالب بإجراء تحقيق عادل وشفاف واتخاذ اجراءات قضائية وقانونية ل «حسم الخلاف»، ودعا إلى «إنهاء الحصار العسكري» المفروض على القضاء. وقال النجيفي في بيان إن «ما يحصل في قضاء الحويجة يثير قلقنا البالغ»، وطالب ب «إيجاد حلول عاجلة للمأساة التي يتعرض لها المعتصمون والإسراع في إدخال الأطعمة إلى ساحة الاعتصام وإنهاء حالة الحصار». وشدد على أهمية «تعزيز أواصر الثقة بين الشعب والقوات الأمنية». وأفاد الناطق باسم لجان التنسيق في الرمادي الشيخ سعيد اللافي في تصريح الى «الحياة» امس ان «المتظاهرين في المحافظات المنتفضة الخمس سيبدأون غداً (اليوم) اعتصاماً مفتوحاً». وأضاف ان «الاعتصام سيشمل اغلاق الدوائر الحكومية في هذه المدن باستثناء الدوائر الخدمية»، وأكد التنسيق بين متظاهري الانبار والموصل وتكريت وديالى وكركوك.