تظاهر الآلاف من أهالي المحافظات الغربية والشمالية في العراق أمس وسط إجراءات أمنية مشددة مطالبين برحيل الحكومة وتغيير الدستور، فيما عُرِفَ بجمعة “لا للحاكم المستبد.. واستعادة الحقوق في العراق". وأعلن خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي أن معتصمي محافظة الأنبار سيتوجهون الجمعة المقبلة إلى العاصمة بغداد لأداء الصلاة الموحدة في جامع الإمام أبي حنيفة النعمان في الأعظمية. في الوقت نفسه، حذر معتمد المرجعية الدينية في النجف، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، من الشد الطائفي والعشائري بين العراقيين، ودعا جميع الأطراف إلى التهدئة وتجنب الخطابات المتشنجة. وشهدت تظاهرات الأمس توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين السلميين إلى ساحات الاعتصام في الموصل والحويجة والأنبار وصلاح الدين للمطالبة برحيل الحكومة كونها لم تلبي مطالبهم فضلًا عن تغيير الدستور العراقي. تشديد أمني بدورها، شددت الأجهزة الأمنية في تلك المحافظات من إجراءاتها الاحترازية خشية تعرض المتظاهرين والمصلين إلى استهدافات قد تربك المواقف السياسية بين المتظاهرين والحكومة. وتظاهر الآلاف من أهالي قضاء الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك وسط إجراءات أمنية مشددة تأييداً لمتظاهري الأنبار ونينوى وصلاح الدين، وطالبوا ب “رحيل الحكومة الحالية وتغيير الدستور". وقال محمد الجبوري، وهو أحد منظمي تظاهرات الأمس، إن “أكثر من عشرة آلاف شخص خرجوا في تظاهرة سلمية في ساحة الغيرة والشرف، وسط قضاء الحويجة، (55 كم جنوب غرب كركوك)، للمطالبة برحيل الحكومة وتغيير الدستور".وعد الجبوري أن “الدستور الحالي كُتِبَ في ظل الاحتلال الأمريكي وفي ظروف غير جيدة تسببت في اعتقال كثير من العراقيين وفقاً للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب والزج بالنساء في المعتقلات، فضلاً عن الإقصاء والتهميش". خيارات مفتوحة في سياقٍ متصل، قال رئيس صحوة العراق، الشيخ أحمد أبو ريشة، إن الخيارات أمام المتظاهرين أصبحت مفتوحة لاسترداد جميع الحقوق، وأضاف، في كلمةٍ له بساحة العزة والكرامة أمس، أن الحكومة لم تنفذ مطالب المتظاهرين حتى الآن وهي تماطل في تنفيذها، مؤكداً “صبر المتظاهرين نفد". في المقابل، تظاهر العشرات من العراقيين في النجف أمس تفعيلاً لمطالبة أربعين نائباً من “التحالف الوطني" الداعم لرئيس الوزراء نوري المالكي، ودعا المتظاهرون إلى تشكيل مؤسسة خاصة ل “تعويض ضحايا الإرهاب" أسوة بالشهداء، و"إنزال القصاص بمرتكبي الجرائم الإرهابية"، رافعين لافتات تندد بقانون العفو العام، وتدعو إلى تفعيل قانون “4 إرهاب". هجوم على “جيش المختار" وفي بغداد، طالب الشيخ أثير العبيدي، إمام وخطيب جامع ملوكي في العامرية غربي العاصمة، الحكومة بإلقاء القبض على أمين حزب الله العراقي، واثق البطاط، ومحاكمته لتشكيله “ميليشيات" باسم “جيش المختار". وكانت قوات الجيش اقتحمت أمس الأول جامع ملوكي وصادرت منصة الخطابة فيما قامت أمس بمضايقة المصلين أمام الجامع ثم سمحت لهم بدخوله بعد أن جردتهم من هواتفهم المحمولة. وفي ذات الإطار، عد إمام وخطيب جمعة المعتصمين في الأنبار، الشيخ خالد حمود الجميلي، تشكيل جيش المختار بمثابة التمهيد لحرب طائفية “يدفع ثمنها أبناء الشعب العراقي الذي ابتُلِيَ بمؤامرات تحاك ضده من قِبَل أطراف متنفذة في الحكومة ودول إقليمية أصبحت معروفة لدى الجميع". التيار الصدري يتبرأ في الوقت نفسه، أعلن التيار الصدري براءته من “جيش المختار"، فيما أكد أن الحكومة على علم بتشكيل هذه الميليشيات، مطالباً إياها بالضرب ب “يد من حديد"، على كل جيش غير الجيش العراقي. وقال الشيخ إبراهيم الجابري من التيار الصدري إن “ما يقال هنا وهناك عن جيوش وزوبعات فهذا لا يصب في مصلحة الشعب العراقي ولا في مصلحة الحكومة"، وعد أن “الحكومة لديها وزارتا الدفاع والداخلية وعلى عاتقهما حماية الشعب العراقي"، معلناً “نحن براء من كل ما يفعله الفاعلون". وأضاف “نحن نعتقد أن الحكومة تعلم بهذا وعليها أن تراعي حقوق الشعب العراقي ولا تقف مكتوفة الأيدي أمام هؤلاء". استمارات تطوع وفي تطور لافت، أعلن حزب الله “النهضة الإسلامية في العراق"، أمس الأول، عن البدء في توزيع استمارات التطوع لجيش المختار في منطقة الكسرة شمال بغداد. وقال المتحدث باسم “جيش المختار" وآمر “اللواء 21 في الجيش"، عبد الله الركابي، إن “جيش المختار بدأ في توزيع استمارات التطوع للشباب الراغب"، مبينا أن “عملية ملء استمارة المعلومات لغرض التطوع تمت في منطقة الكسرة شمال بغداد". وأضاف الركابي، في حديثٍ لعددٍ من وسائل الإعلام من بينها “الشرق"، أن “الاقبال جيد جداً من كافة العراقيين خاصة خارج بغداد من ديالى والبصرة والناصرية والنجف وكربلاء"، مشيراً إلى “توزيع ثمانية آلاف ومائة وعشرين استمارة لمنتسبي جيش المختار". وذكر أن “هذا الجيش سلمي ويعاون الأجهزة الأمنية تحت لواء الحكومة حيث إن الأمن يبدأ من المواطن"، مشدداً في الوقت نفسه على “حرص الأمين العام للحزب واثق البطاط على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية".وعد الركابي أن “جيش المختار هو منظمة مجتمع مدني سلمية تنبذ العنف وهدفها خدمة الشعب والحكومة والأجهزة الأمنية"، لافتاً إلى أن “المتطوعين سيعلمون للقضاء على الفساد الموجود في مجلس النواب والوزارات وإلقاء القبض على البعثيين الموجودين في الأجهزة الأمنية".