مسجد القطاط هو مكان العالم الدمشقي عبدالرزاق حلبي. لم أشاهد قططاً كثيراً في المكان ولكن حلقات من طلبة العلم. حين زرته في بيته الدمشقي القديم كان غاصاً بالكتب. ومن فرط حديثه وشرحه لمن حوله فقد أصيب الرجل ببحة مزمنة. قال لي: تريد معرفة علم الحديث؟ إذاً عليك بقراءة هذا الكتاب وحفظ هذه القصيدة. أذكر منها «معنعن مرسل»… إلخ. أخذت الكتاب وجئته في اليوم التالي وقد حفظت القصيدة. ذاكرتي أدرب شحذها كالسكين دوماً بما فيها أرقام موبايلات من أعرف. كثيراً ما أتعجب ممن حولي أنهم لم يحفظوا بعد رقم بطاقتهم الشخصية أو أرقام تليفوناتهم. تعجب الشيخ عبدالرزاق وعرف أنني رجل جاد. بعد أن اشتغلت بحفظ القرآن، قلت لابد من مسح الحديث أيضاً. زرت الشيخ الألباني عالم الحديث أكثر من مرة. كان مدهشاً دقيقاً، مازلت أذكر شرحه لحديث الصحابي سعد وهو مريض يقوم أصحابه بتنزيله من ظهر الحمار وهو في معرض هل يجوز القيام للآخرين؟ الحديث «قوموا لسيدكم سعد فأنزلوه». قلت في نفسي لابد من مسح الثقافة الإسلامية. ماذا يوجد في الساحة غير الفكر التقليدي. حسنا، عليّ الدخول إلى بطن علم الحديث. قلت ما هي أقوى الأحاديث؟ البخاري ومسلم. هل من أحد جمع بينهما؟ وهكذا اهتديت إلى كتاب (زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم) للشنقيطي. الكتاب ينصح بالاطلاع عليه واقتنائه وأن يكون في كل بيت في الزاوية المعرفية. في كتابي الجديد (القوانين) وهو يتناول قوانين البناء المعرفي وخطة الرحلة للبناء المعرفي ذكرت بضع مئات من الكتب يجب أن تكون في الخزانة المعرفية في كل بيت، ومن هذه الكتب كتاب العالم الموريتاني الشنقيطي، الكتاب مكون من خمسة مجلدات قد رقَّم الأحاديث وشرحها، وفك صعبها وعجيب مفرداتها مثل حديث عائشة -رضي الله عنها- في قصة الزوجات الإحدى عشرة.