قالت مصادر طبية وأمنية عراقية إن حصيلة ستة انفجارات في العاصمة بغداد أمس بلغت 79 قتيلاً وجريحاً، وإن بعض الجرحى في حالة خطرة. في الوقت نفسه، أفادت ذات المصادر بأن ما لا يقل عن 236 شخصاً بينهم عناصر من الشرطة وموظفون حكوميون سقطوا بين قتيل وجريح في ما لا يقل عن 21 تفجيراً بسيارات مفخخة ضربت مناطق متفرقة من شمال ووسط وجنوب العراق، أعنفها في بغداد وصلاح الدين. بدورها، أعلنت الهيئة السياسية لتيار الصدر أن تفجيراً استهدف أمس رئيس كتلة الأحرار النيابية التابعة للتيار بهاء الأعرجي، ما أدى إلى إصابة عددٍ من أفراد حمايته بجروحٍ مختلفة. كما بيَّن مصدر في شرطة محافظة الأنبار أن اثنين من أبرز منظمي التظاهرات في مدينة الرمادي أحدهما ابن عم الناشط سعيد اللافي، قُتِلَا بانفجار عبوة لاصقة وُضعت في سيارتهما. وتأتي هذه التفجيرات قبل خمسة أيام من موعد الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات في ال20 من الشهر الجاري، وبعد نحو أسبوعين من كشف رئيس كتلة الوفاء الوطني النيابية شروان الوائلي، عن ورود معلومات استخبارية تؤكد استعداد تنظيم القاعدة لشن عمليات إرهابية واسعة هدفها إدخال البلاد في دوامة الفوضى بعد أن أعاد تمركزه في بعض المدن العراقية، منتقداً ما سمّاه «استخفاف» الأجهزة الأمنية بما يصلها من معلومات استخبارية. من جهته، حمّل رئيس ائتلاف العراقية الوطني الموحد إياد علاوي، رئيس الوزراء نوري المالكي، المسؤولية عن تفجيرات أمس، وقال، في بيانٍ صحفي، إن هذه التفجيرات تأتي ضمن حملة الاستهدافات الإجرامية البشعة الرامية إلى بث الفرقة وإثارة النعرات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد. وشدد علاوي على أن «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي، يتحمل المسؤولية لما يحصل من خروقات أمنية وغياب للاستقرار»، وطالب الأجهزة الأمنية ب»دور جدي أكبر تبرهن للشعب من خلاله على قدرتها على حماية الأبرياء بدلاً من حالة العجز والإخفاق التي باتت تتضح جلياً كلما توالت الخروقات حتى وصلت إلى قلب العاصمة بغداد». في السياق ذاته، عدَّ القيادي في قائمة «متحدون» النيابية سلمان الجميلي، التفجيرات «رسالة دموية آثمة لمن باعوا ضميرهم وباتوا يتاجرون بدماء أهلنا»، وأكد، في بيانٍ أورده المكتب الإعلامي للقائمة، أن «ما يزيد من ألمنا وأسفنا عدم اكتراث رئيس الحكومة بما يحدث، ففي الوقت الذي يشتعل الوطن وينهار الأمن نجد المالكي يجوب المحافظات ليروِّج لقائمته بخطاب مستفز». من جانبها، خاطبت النائبة مها الدوري، في مؤتمرٍ صحفي في مبنى البرلمان، نوري المالكي بقولها «لا داعي لحضورك يا رئيس الوزراء إلى مجلس النواب، لأنك قلبت الدنيا فعلاً بفشلك في إدارة الملف الأمني، وسياساتك الفاشلة أدت إلى قتل أبناء الشعب العراقي في التفجيرات التي تحدث كل يوم». وأضافت الدوري «كان الأولى بالمالكي تقديم استقالته من منصب القائد العام للقوات المسلحة لفشله في إدارة الوزارات التي يديرها بالوكالة، والتي تعدّ من أهم الوزارات التي تعنى بحياة أبناء الشعب العراقي»، وتابعت «المالكي لم يحاسب الضباط المعنيين بالملف الأمني في المناطق التي تشهد تفجيرات». أما الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر، فأكد بعد لقائه المرجع الديني علي السيستاني، أن «المرجع الشيعي قلق أكثر من أي وقت مضى على الوضع السياسي في البلاد، خاصةً ما يحصل من عدم تعاون بين الكتل السياسية، ونحن نتفق معه في هذا القلق»، موضحاً «من المهم جداً حمل الكتل السياسية على التجمع للتحاور، والسيد السيستاني يناشد الكتل السياسية وضع مصلحة العراق قبل أي اعتبارات سياسية». وقال كوبلر إن «الأممالمتحدة مستمرة في تقديم الدعم الكامل للعراق وفق الاتجاهات كافة، وأهمها الاتجاهات السياسية»، ورأى أن «المطلوب هو الشراكة الحقيقية التي تتم عبر الحوار».