الرياض – عبدالرحمن الأنصاري رحيمي: نظام الاحتراف يجيز تطبيق مثل هذه الإجراءات. أنور: حق إداري مشروع يحفظ حقوق الأندية. الجاسر: التنظيم الجديد ربحي.. ويحارب «الفبركة» فاجأت أندية دوري زين للمحترفين وسائل الإعلام المختلفة بمنع لاعبيها من الإدلاء بأي تصريحات إعلامية إلا بشروط تباينت من نادٍ إلى آخر، الأمر الذي حد كثيراً من عمل عدد كبير من الإعلاميين وحال دون الحصول على إفادات لاعبين حول بعض القضايا التي شغلت الأوساط الرياضية في الموسم الرياضي الحالي. واتخذت بعض الأندية قراراً بمنع أخذ تصريحات إعلامية من اللاعبين إلا بعد التنسيق مع المراكز الإعلامية، فيما ذهبت أندية أخرى أبعد من ذلك باشتراطها دفع مبالغ مالية مقابل السماح لوسائل الإعلام بإجراء حوارات مع النجوم، مبررة خطواتها تلك بنظام الاحتراف الذي تغيرت فيه كثير من المفاهيم خصوصاً المتعلقة بالعلاقة بين الأندية والإعلام. وفي الوقت الذي أثارت فيه هذه الخطوة ردود أفعال واسعة في وسائل الإعلام المختلفة، أيد عدد كبير من الرياضيين ما ذهبت إليه الأندية، واصفين هذه الخطوات بالحق المشروع للأندية، ويحمي لاعبيها مما سموه التصريحات «المفبركة» والأخبار المغلوطة التي غالباً ما تتسبب في إثارة مشكلات لا تعد ولا تحصى. حقوق الأندية فؤاد أنور يرى قائد المنتخب السعودي السابق وعضو الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم فؤاد أنور، أن من حق النادي وضع نظام خاص بلاعبيه سواء كان متعلقاً بالتصريحات الإعلامية أو غيرها من الأمور الأخرى، مشيراً إلى أن نظام الاحتراف يجيز للنادي اتخاذ ما يراه مناسباً من قرارات تحفظ له حقوقه ومكتسباته، مضيفاً أن بعض الأندية في بداية إقرار نظام الاحتراف كانت تسمح للاعب بإجراء لقاءات صحفية خارج النادي وهو ما تسبب في عديد من المشكلات بين اللاعب والنادي خصوصاً إذا كانت تصريحات اللاعب بشكل يخالف وجهة نظر ناديه، متمنياً أن يكون هناك منهج خاص للاعبين ويكون الإعلامي على إدراك وعلم بجميع الأنظمة الإدارية حتى يكون شريكاً في إنجاح منظومة العمل الرياضي. وعن الصعوبات التي تواجه الإعلاميين في أخذ تصريحات من اللاعبين، أكد أنور أنه من حق الأندية حماية لاعبيها خصوصاً صغار السن الذين غالباً ما ينعكس ظهورهم المتواصل في الإعلام سلباً على مستواهم، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة التعاون بين المراكز الإعلامية في الأندية والإعلاميين بما يساهم في الحد من الكثير من السلبيات وينظم العلاقة بين الطرفين. وانتقد أنور آلية العمل في عدد كبير من المراكز الإعلامية، مبيناً أن عدداً من المراكز الإعلامية تعمل بشكل صحيح، لكن بعضها تحول إلى عملية استعراض لمدير المركز الإعلامي أكثر من كونها جهة إعلامية يفترض أن تعكس ما يدور داخل النادي بكل شفافية ووضوح، موضحاً أن بعض المسؤولين في المراكز الإعلامية لا يريدون أن يخرج اللاعب أو المدرب أو حتى الإعلامي لوسائل الإعلام حتى يبقوا هم في الواجهة ويظهر في القنوات أكثر من اللاعبين والمدربين ويكون أشهر منهم مع أنهم الأحق بذلك. خطوة احترافية مدني رحيمي من جهته، اتفق الناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي مع ما ذهب إليه فؤاد أنور، وقال إن نظام الاحتراف يحتم على الأندية تطبيق مثل هذه الإجراءات التي تضمن للنادي واللاعب والإعلامي حقوقه وذلك بوجود خطابات رسمية تفيد بموافقة النادي على إجراء حوار مع أحد منسوبيه سواء كان لاعباً أو غيره بما يؤدي إلى عدم فبركة هذا الحوار من قبل الإعلاميين، مشدداً على أنه من حق أي نادٍ اتخاذ الإجراءات التي تحفظ حقوقه وتنظم علاقته مع الجهات الأخرى، مؤكداً أن الشروط التي وضعتها الأندية لأخذ تصريحات إعلامية من لاعبيها مبررة ولا تدعو إلى كل هذه الضجة، وينبغي على وسائل الإعلام تفهم ذلك والتعاون مع الأندية على إنجاح هذه السياسة بدلا من انتقادها. وطالب رحيمي إدارات الأندية باختيار الشخص المناسب للعمل في المراكز الإعلامية، مبيناً أنه ينبغي على إدارة كل نادٍ اختيار متحدث رصين ولديه الحنكة والخبرة العالية في كيفية امتصاص حماس المشجعين ويعرف متى يتكلم ومتى يلتزم الصمت، مضيفاً أن شخصية مدير المركز الإعلامي تنعكس بالسلب والإيجاب على أداء ومسيرة أي نادٍ. أهداف ربحية عبد الكريم الجاسر من جانبه، دافع مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال عبدالكريم الجاسر عن سياسة الأندية المتعلقة بتصريحات اللاعبين، مؤكداً أن الوضع تغير عما كان عليه في السابق، فكرة القدم أصبحت صناعة وعملاً تجارياً وهو ما يحاول نادي الهلال تطبيقه من خلال توقيع اتفاقية رعاية إعلامية مع إحدى الجهات الإعلامية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل الضغط على اللاعبين من جهة، وتوفير مصدر دخل للنادي من جهة أخرى، إضافة إلى وضع حد للتصريحات المفبركة، لافتاً إلى أن هذا التنظيم الجديد سيدر عوائد مالية على النادي ويخدم أيضا جهات إعلامية تعمل بشكل احترافي، وقال: «نتعامل مع وسائل تجارية بحتة هدفها الربح المالي، وبالتالي إذا أرادت أن تربح مادياً عليها أن تدفع». مبيناً أن هذه النقطة بالذات هي ما قصدها في تصريحات سابقة وليس كما فهمه البعض بأن على الإعلامي دفع مبلغ لإجراء حوار أو لقاء مع لاعب معين. وأشار الجاسر إلى أن المراكز الإعلامية في الأندية تعمل في الأصل لخدمة وتسهيل مهمة عمل الجميع من إعلاميين ولاعبين وإداريين، مبيناً أن المراكز الإعلامية غير مخولة بمنع أي لاعب من التصريح وإجباره على ذلك ما عدا الأمور الرسيمة كالمؤتمرات الصحفية والحضور في منطقة «المكس زون» بعد المباريات، ومن لديه الحق في ذلك هي إدارة الكرة، ولذلك يجب على اللاعب أخذ الموافقة من إدارته قبل الإدلاء بأي تصريح، موضحاً أنه مع كثرة وسائل الإعلام وضغوطها وكذلك ضغط المباريات أصبح اللاعب يواجه الإعلام بشكل يومي ما جعله يتهرب من التصريح بأعذار قد لا تكون صحيحة، إذ ليس من المعقول أن يخرج اللاعب بعد كل مباراة ويصرح لأي وسيلة إعلامية.