يتغنى أعضاء شرف وجماهير الأندية السعودية كثيراً ببعض نجوم فريقها الكروي، وتحرص على دعمها في المباريات كافة، بل وحتى في الحصص التدريبية اليومية في النادي إضافة إلى دعمها لهم في المواقع والمنتديات الرياضية على الشبكة العنكبوتية، وذلك لكي يكونوا عناصر مميزة في كل فريق للإسهام في تحقيق مزيد من البطولات والإنجازات، غير أن ذلك الاهتمام والدعم الشرفي والجماهيري يصطدم برحيل النجوم من أنديتهم إلى أندية أخرى جديدة، ما يسهم في حال من الغضب الشرفي والجماهيري على تلك الخطوة المؤلمة لها. «الحياة» استطلعت آراء بعض الخبراء الرياضيين عن المردود الفني لتلك الانتقالات، إذ قال قائد المنتخب السعودي وفريق الشباب، الدولي السابق فؤاد أنور: «تنقل اللاعبين الذين يصنفون من فئة النجوم بين الأندية هي ظاهرة صحية، وما حدث هذا الموسم من انتقالات عدة ستشكل نقلة نوعية للدوري، وأتمنى أن يتقبل الجمهور هذا الأمر وأن يعي أن الدوري السعودي محترف ومن الطبيعي أن يحدث فيه مثل هذا الأمر، فاللاعب ربما لا يجد الجو المناسب له في ناديه وينتقل لآخر كي يقدم ما لديه، كما هي الحال في أوروبا، فاللاعب ربما يلعب في ريال مدريد ونراه بعد ذلك في برشلونة أو في أحد أندية إيطاليا أو إنكلترا». وأضاف: «لكن هذه الانتقالات التي حدثت يجب أن نقف عند نقطة معينة، وهي هل الأندية التي جلبت هؤلاء اللاعبين مثل مالك معاذ وسعد الحارثي في حاجة ماسة لخدماتهما؟ ولا يمكن أن يجلب أي نادٍ للاعب ما ويقول من الممكن أن ينجح ومن الممكن أن يفشل، فهذا المنظور خاطئ وليس من الاحتراف». وأوضح أنور الذي سبق واحترف في الصين، وأيضاً في نادي النصر أن التعامل الجيد مع اللاعب المحترف مهم جداً، قائلاً: «التعامل المناسب من الجميع مع اللاعب هو الأهم، خصوصاً في الجانب الاحترافي بين اللاعب والجهازين الإداري والفني، فلو رأينا اللاعب خالد عزيز الذي انتقل من الهلال إلى الشباب كانت هناك أخبار تشير إلى سوء التعامل الذي كان يجده في الهلال ما جعل خالد عزيز لا يقدم كل ما لديه مع الهلال، لكن ظهر عزيز خلاف ذلك، فهل الشباب كان في حاجة اللاعب؟ وأتمنى لمالك وللحارثي العودة لمستوياتهما المعروفة ولعزيز الجيدة المثالية في التدريبات حتى يعود هو الآخر كما كان، فمع احترامي لعزيز إلى الآن لم يلعب سوى مباراة واحدة فقط مع الشباب ويتسلم رواتبه بانتظام لكن لم يستفد منه والفريق الشبابي كبير بإنجازاته ولديه نجوم بإمكانهم اللعب وتقديم مستويات عالية، وهناك سؤال آخر أيضاً هل الأندية أصبحت تجامل اللاعبين في استقطابهم للفريق؟». بينما طالب عضو شرف نادي الاتحاد، والناقد الرياضي الدكتور مدني رحيمي إدارات الأندية بعدم الوقوف أمام اللاعبين الذين يرغبون الرحيل عن أنديتهم، مؤكداً أن هذه الظاهرة ستعود بالفائدة على الكرة السعودية، وقال: «انتقال ياسر القحطاني ومحمد نور خارج الملاعب السعودية يعود للجانب النفسي المشترك بينهما كونهما في حاجة إلى تجديد الجانب النفسي لديهما، فنور كل يوم وآخر نجد انتقاد موجه له من خلال نقده في قصة شعره أو في حديث قاله، وهذا أمر يجعل اللاعب لا يركز في أدائه، وهو يفضل الذهاب بنظام الإعارة ولم يقل إنه لا يريد الفريق واللاعب تلقى أربعة عروض خليجية ومن المفترض أن تخضع الإدارة الاتحادية لرغبة اللاعب، وهي لمصلحة اللاعب والنادي فعقده تتبقى من سنتان ولكي يعود بتركيز أفضل في الموسم المقبل، وهذا الأمر ينطبق على ياسر القحطاني الذي أعتقد أن إدارة الهلال تأخرت في معالجة نفسية اللاعب بالإعارة للعين، وهو أمر كان مفترضاً أن يكون منذ البداية، والقحطاني انتقل بمبلغ مادي كبير استفادت الإدارة الهلالية منه». وأضاف: «وبالنسبة لموضوع انتقال سعد الحارثي، فنادي النصر لم يكن لديه رغبة في استمرار اللاعب، وعندما علموا أن الهلال سيوقع معه تدخل عضو شرف نصراوي وبحث عن اللاعب ليوقع عقداً جديداً معه فهل هذا العضو الشرفي النصراوي مقتنع بالمستوى الفني لسعد أم لا؟ وإن كنت مقتنعاً لماذا لم تتدخل في وقت باكر وتجدد عقد اللاعب، ولماذا ظهرت عندما قيل إنه سيرحل للهلال؟». وزاد رحيمي:» اللاعب ليس ملكاً للنادي، فمتى ما انتهى عقده مع ناديه يحق له الذهاب أين ما يريد، هذا وهو الاحتراف، أما أن نقول للاعب لا تلعب لذلك النادي فهذا ليس احترافاً، واللاعب ليس على هواكم، فأنتم لا تريدونه وتقولون له لا تلعب لهذا الفريق!، ففي الماضي عندما طلب محمد الخليوي الانتقال من الاتحاد إلى الأهلي لم نمانع لأننا كنا نرى أنه لن يقدم لنا ما نريده وهو أيضاً ربما رأى أن الجو غير مناسب له في الاتحاد، كما أن المدافع أسامة هوساوي قال إنه يريد الاحتراف وقالوا له احلف ألا تلعب لغير الهلال، واللاعب أيها العقلاء موظف وعقده سارٍ مع الفريق ويقدم كل ما لديه وإذا انتهى عقدة من حقه أن يذهب أينما يريد، وإذا كان اللاعب لا يريد البقاء لماذا يجبر على ذلك؟، وانتقال اللاعبين بين الأندية سيفيد الدوري السعودي ومن مصلحة الكرة السعودية».