لاقى القرار الذي أصدرته الأمانة العامة في الاتحاد السعودي بأحقية رؤساء اللجان والحكام والإداريين والفنيين في الأندية برفع شكاوى ضد أي إساءة موجهة إليهم ترحيباً من مسؤولي المراكز الإعلامية في الأندية، إذ اتفق معظمهم على أن القرار جاء خطوة موفقة في طريق التصحيح، وجاء في نص البيان (الذي تلقت «الحياة» نسخة منه): «تؤكد الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم على كل من يتعرض للإساءة من رؤساء اللجان والأعضاء والمنتمين إليها (الحكام)، عليه تقديم ورفع الشكوى إلى الأمانة العامة لإحالتها للجنة الانضباط لاتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات حيالها، والتأكيد على أنه يحق للجان الاتحاد كلٌ فيما يخصه من أعمال أو أعضاء، بما في ذلك منسوبو الأمانة العامة تقديم شكوى إلى الأمانة العامة تجاه كل إساءة أدبية أو معنوية صدرت بحقهم لاتخاذ العقوبة المناسبة حيالها. والتأكيد على جميع اللجان بأن كل عضو يتجاوز التعليمات الإعلامية ويتجاوز رئيس اللجنة ومتحدثها الإعلامي، في المرة الأولى يوجه له إنذار شديد، وإذا تكررت يتم إلغاء عضويته من اللجنة. والتأكيد على أن كل لجنة لا تحقق الحد الأدنى المقبول من النتائج وفق اختصاصها يتم النظر في أمرها من اللجنة التنفيذية بناء على تقرير الأمانة العامة على أدائها». كما جاء نص البيان المكمل للقرار (تلقت «الحياة» نسخة منه): «تؤكد الأمانة العامة بالاتحاد السعودي لكرة القدم على جميع الأندية الرياضية بأنه يحق لكل إداري أو فني ومن في حكمهم التقدم بشكواه إلى الأمانة العامة بشخصه أو من خلال ناديه أو محاميه تجاه أي اعتداء لفظي أو معنوي لأي وسيلة إعلامية أو مباشرة، لاتخاذ العقوبة المناسبة ويعتبر حديثه في وسائل الإعلام من دون تقديم شكوى ارتكاباً لمخالفة الإساءة في وسائل الإعلام، وتطبق عليه العقوبة المنصوص عليها في لائحة العقوبات المتعلقة بالإساءة في وسائل الإعلام. من جانبه، امتدح مدير المركز الإعلامي بنادي الاتفاق نوار الخليفة الخطوة التي اتخذتها الأمانة العامة بالاتحاد السعودي وقال: «على رغم تأخر الخطوة إلا أنها أن تأتي في وقت متأخر خير من ألا تأتي أبداً، وسبق أن طالبنا بتحديد الجهة المخولة لمتابعة مثل هذه القضايا، فكثيراً ما نقرأ ونشاهد أخباراً غير صحيحة، ولعدم معرفتنا بالجهة التي يمكن اللجوء إليها يترك الأمر، وكان هناك خلط بين من نشكو إليه، ولكن الآن وضحت الرؤية». وأضاف: «القرار سيمنع الأخبار المفبركة، كون أي إعلامي يدرك أن هناك متابعة ومطالبة بأي شيء غير صحيح، والكل يعلم أن الإعلام شريك لأي نجاح ولا يمكن لأي عمل أن يتم من دون إعلام، فهو النصف المكمل لأي نشاط اجتماعي، بشرط أن يكون هذا الإعلام نزيهاً وهدفه المصلحة العامة وليس إثارة المشكلات». أما مديرالمركز الإعلامي في نادي الهلال عبدالكريم الجاسر فقال: «أتمنى تفعيلها وأن تتابع، لأنها ستحد من الإساءات التي تطاول المدربين واللاعبين والإداريين، وحتى يعرف الجميع أن النقد للأعمال وليس للأشخاص، خصوصاً أن مثل تلك التصريحات تؤجج الشارع الرياضي وتزيد التعصب بشكل كبير». اما مدير المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي لنادي الاتحاد عدنان جستنية فقال: «أحيي هذه الخطوة التي أقدمت عليها أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقبل ذلك الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والتي كنت أتمنى أن تقدم عليها منذ أن أشرعت في إنشاء اللجان التابعة لاتحاد كرة القدم وفي وضع الأنظمة الخاصة بهذه اللجان، ولكن منظومة العمل في جميع الأحوال لا بد أنها تقدم للعاملين جوانب إيجابية وسلبية للاستفادة من الأخطاء وأيضاً من الدوري». وأضاف: «في الوقت نفسه نقدر حرص رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل من خلال هذا التعميم الصادر على لسان الأمين العام فيصل عبدالهادي، على حفظ حقوق جميع العاملين الذين ينتمون للأندية، سواء الرؤساء أم الإداريين أم الرياضيين لتحقيق مبدأ العدالة في إعلام يتساوى فيه الجميع». فيما، أكد مدير المركز الإعلامي في النادي الأهلي محمد الشيخي، أن التعميم خطوة على طريق تصحيح مسار الخطاب الإعلامي، مضيفاً: «إلا أنها لا تمنع نقد الأخطاء التي تصب في مصلحة كرة القدم السعودية، وتضع اللجان والحكام واللاعبين وما يدور في فلكهم في قالب كشف مجهري أمام أصحاب القرار والمسؤولين في اتحاد الكرة، هذا إذا كانت هناك مناقشة شفافة بعيداً عن الهجوم اللفظي، والقسوة في استخدام العبارات أو التسفيه، وبالتالي فهذا الدور إيجابي، سواء كان لوسائل الاعلام او المراكز الإعلامية في الأندية، بحكم ان الهدف واحد وهو الوصول الى الطريق الصحيح، والرقي بالرياضة السعودية بلغة إعلامية مقبولة ومتزنة». وأضاف قائلاً: «في اعتقادي انها خطوة من جانب المهتمين بالأمر غير متوازنة كونها تحكمها العلاقة مع الإعلام والترصد لأي نقد او هفوة، وهنا يكون الحكم على ما يطرح في وسائل الإعلام باعتباره نقداً او إساءة حكماً ناقصاً أو مبتوراً». من جهته، أثنى مدير المركز الإعلامي في نادي الشباب طارق النوفل على التعميم وقال: «القرار ايجابي ويصب في مصلحة الكرة السعودية، ويحد من الاحتقان الرياضي بين الأندية التي تشعلها بعض وسائل الإعلام». وأضاف: «التعميم يدل على وعي وارتفاع الثقافة القانونية لدى المشرع السعودي، وهناك عدد من القرارات التنظيمية والقانونية التي صدرت أخيراً تبيّن أين يقف المنتسب لأي جهة رياضية، وما له وما عليه من حقوق، وتحد أيضاً من الإساءات التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة، بسبب ضبابية بعض الأنظمة سابقاً».