الخفجي – أحمد غالي خادم الحرمين أمر بعلاجه في معهد «جوستاف» في فرنسا. «فيصل التخصصي» ومستشفيات أمريكية اعتذرت عن استقباله. الهيئة الطبية طالبته بالعودة إلى الخفجي و انتظار اتصالهم. يشكو الشاب محمد بن عبدالرحمن محيلان الشمري «23 عاماً» من إصابته بمرض سرطان «الغدد الليمفاوية» الذي يسبب انتشاراً سريعاً للأورام في مناطق مختلفة من الجسم، وذلك منذ ما يقارب العامين ونصف العام، حيث اغتيلت فرحة محمد بعد أن شُفي من المرض بعد علاجه في فرنسا، وذلك بسبب بيروقراطية المستشفيات الحكومية وامتناعها عن استقباله لتلقي العلاج الوقائي الذي أوصى به معهد «جوستاف» الروسي في فرنسا. «الشرق» زارت الشمري في منزله حيث تحدث والده عن معاناة ابنه بكل حزن وضيق وامتعاض، وقال: «بدأت أعراض المرض مع ابني في عام 2010، بعدما أحس بآلام، في الظهر حينها عملنا الفحوصات والتحاليل، وتم اكتشاف المرض في مستشفى الخفجي الأهلي وتم إرسال عيِّنة من الفحوصات للتأكد من النتائج وبالفعل تم التأكد من وجود المرض. وأضاف: «ذهبنا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض وبرفقتنا التقارير ونتائج الفحوصات، إلا أنهم رفضوا استقبالنا، الأمر الذي دعانا إلى التوجه إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميراً لمنطقة الرياض وبأمر من سموه تم إدخال ابني المستشفى التخصصي، حيث تلقى ست عشرة جلسة خلال ثمانية أشهر، وقبل ذلك قضى شهرين في الفحص، وذكر الطبيب أنه يجب أن نعطيه علاجاً مكثفاً وعمليات، حينها رأينا صعوبة في ذلك العلاج، وقمنا بمخاطبة مستشفى في أمريكا وأفادنا بأن العلاج المتوافر لديهم مثل العلاج في السعودية. رحلة العلاج ويستطرد والد محمد، قائلاً «بعدها خاطبنا مستشفيات فرنسا، فأفادوا بأن العلاج متوافر لديهم، حينها سافرنا على حساب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى معهد جوستاف روسي وهو من أشهر المستشفيات في فرنسا، وبدأنا رحلة العلاج التي استمرت عشرة أشهر، أعقبها شهران للنقاهة، حيث كانت البداية بعلاج كيماوي ثم زراعة ثم فترة النقاهة ثم زراعة أخرى، وأخيراً فحوصات وتحاليل، وبعدها ذكر الدكتور أن العلاج تم والأمور طبيعية. ونوّه الدكتور بأنه يجب أن يتابع محمد العلاج الوقائي خلال 20 يوماً بعد أن يعود إلى السعودية، حيث إن هذا العلاج وقائي لمدة تتراوح مابين ستة أشهر إلى سنتين، حيث إنه مضاد كي لا يعود له المرض. إقفال الملف يضيف الشمري «بعد عودتنا إلى أرض الوطن والفرحة الغامرة لا تسعنا بعد أن مَنَّ الله على ابني محمد بالشفاء، وبناءً على توصية الطبيب المعالج في فرنسا ذهبنا إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض إلا أن المفاجأة حدثت حينما رفضوا استقبال محمد بحجة أن الملف تم إقفاله بسبب عدم حضور المواعيد السابقة (عندما كنا في فرنسا). وقالوا لا نستقبله لأنكم ذهبتم من أنفسكم إلى الخارج، ولم تذهبوا عن طريق مستشفى الملك فيصل التخصصي، فقلنا لهم إن كان هذا خطأ منا فنرجو منكم التجاوز والأمر لايستحق ولا يصل لأن ترفضوا استكمال العلاج الوقائي، إلا أنهم أصروا على موقفهم في عدم استقبال الحالة علماً بأننا أحضرنا معنا تقريراً طبياً من الدكتور في فرنسا، يوضح بضرورة أخذ العلاج في أسرع وقت ممكن قبل أن تنتكس حالته. علاج وقائي تقرير طبي من المستشفى في فرنسا وزاد، قابلنا دكتوراً باكستانياً ويحمل الجنسية الكندية، وعرضنا عليه التقرير الذي كتبه الدكتور في فرنسا ويبين ضرورة أخذ علاج وقائي بشكل مستمر لفترة من ستة أشهر إلى سنتين، ولكن تم رفض فتح الملف رقم (65،93،500) وتجاهل التقرير، وتم تحويلنا إلى الهيئة الطبية. وعندما راجعنا الهيئة الطبية أخبروني بأن الموضوع لابد أن يُعرض في اجتماع الهيئة الأسبوعي وأخبروني بأن أرجع إلى الخفجي وأنتظر منهم اتصالاً هاتفياً وطلبوا مني رقم هاتفي الجوال وزودوني برقم للتواصل معهم، وبعد مُضي أكثر من أسبوع لم يتصل بي أحد فبادرت بالاتصال وبدأت رحلة ومعاناة الوعود الواهية والأعذار غير المقنعة من قبل الهيئة الطبية حتى وصل بهم الأمر إلى تجاهل اتصالاتي وهم يعلمون خطورة وضع ابني الصحي. ويستطرد والد محمد والعبرة تظهر على كلامه «لقد تجاهلوا معاملتي وكأنني لست مواطناً حيث تجاهلوننا حتى عاد المرض إلى ابني (وهنا لم يستطع والد محمد إكمال حديثه فدمعت عيناه). ويضيف «كانوا لا يردُّون على اتصالاتي بعد أن أصبحوا يعرفون رقم هاتفي لاسيما اثنين من الموظفين في الهيئة الطبية، وعندما أرسلت أحد أقاربي موجودٌ في مدينة الرياض، أخبروه بأن يراجع قسم «الصادر» الذين لم يكونوا أيضاً أفضل تعاملاً من سابقيهم ولم يبدوا تجاوباً أوتعاوناً معنا. وفي نهاية الأمر قمت بتقديم شكوى ضد المستشفى والهيئة الطبية عند إمارة الرياض. بيروقراطية دكتور تقرير طبي من مستشفى فيصل التخصصي وأكمل «قررت مراجعة مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وجلبت معي التقارير والتقيت الطبيب الذي قال لي» ليس لي شأن في هذه التقارير، ويجب أن أجري فحوصات من جديد وأحتاج إلى أربعة أشهر لكي أشخص الحالة، وقلت له إن حالة الابن لا تتحمل التأخير، ويجب أن يأخذ العلاج الوقائي خلال هذه الأيام القليله قبل أن تنتكس حالته، إلا أن الدكتور أصرّ وتمسّك برأيه رغم أنه اطلع على التقارير». عودة المرض بكل حزن وقهر يقول الشمري «بعد أن كان ابني يتمتع بالحيوية والنشاط وبعد أن بدأ وزنه الطبيعي في الرجوع عقب عودتنا من الرحلة العلاجية بفرنسا، انتكست حالته للأسوأ وتدهورت صحته ونفسيته وتناقص وزنه بشكل حاد نتيجة عدم إعطائه العلاج الوقائي اللازم. مطالب ومناشدة وطالب الشمري بسرعة إعادة ابنه محمد إلى فرنسا لكي يتعالج من جديد وتتحسن صحته، قبل أن يتمكن منه المرض، ومحاسبة الموظفين المقصرين في الهيئة الطبية الذين أهملوا التقرير ولم يتجاوبوا مع الحالة، مخالفين بذلك أمانة عملهم في خدمة المواطنين. والد محمد (يميناً) يشير إلى الأوراق وبجانبه ابنه محمد (الشرق)