رفحا – فروان الفروان المعيلي: حولنا أوراقها لأكثر من مستشفى ولم يصلنا القبول رغم صدور موافقة لنقلها للإخلاء الطبي. والد غلا: بدأت مشكلتها منذ 17 محرم الماضي بارتفاع في حرارتها وسعال مستمر. مرغلاني: «الخنازير» لم يعد مقلقاً على الصحة العامة ويعالج معالجة الانفلونزا العادية. شيّع مواطنو مدينة رفحاء أمس الأول الطفلة غلا خليف الشمري (6 سنوات) في مقبرة رفحاء، ورَحلت الطفلة « غلا» إلى رحمة الله، إثر إصابتها بمرض أنفلونزا الخنازير الذي جعلها في معاناة مع المرض وملازمة للسرير الأبيض، في مستشفى رفحاء المركزي تصارع آلامها وترقب آمالها، مع دعاء والدها خليف الشمري الذي لم يألُ جهدا في سبيل إنقاذ حياتها، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل، ولم تجد قبولا لدى المسؤولين في وزارة الصحة . وكانت «الشرق» قد نشرت معاناة الطفلة غلا الشمري تحت عنوان «أنفلونزا الخنازير يطلّ برأسه من مستشفى رفحاء.. والصحة تؤكد: لم يعد وباءً» مشكلات تنفسية يقول مدير مستشفى رفحا المركزي عياد المعيلي: « إن الطفلة غلا كانت تعاني مشكلات تنفسية، وأجريت لها الفحوصات المطلوبة للطفلة وتبيّن أنها تعاني من التهاباً رئوياً حاداً بسبب مضاعفات اشتباه الإصابة بأنفلونزا الخنازير، مضيفاً «تم رفع كافة التحاليل لمعرفة الأسباب والعلاج المناسب وتم التواصل مع إدارة الطوارئ بوزارة الصحة وبيّن أن الطفلة تحت العناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي، وقد «تم تحويل أوراقها لأكثر من مستشفى ولم يصلنا قبول للحالة على الرغم من صدور موافقة على نقلها في الإخلاء الطبي و كان هناك تواصل يومي بين الطبيب المعالج و استشاري بمستشفى الملك فيصل التخصصي.» سعال مستمر و أكد والد غلا، خليف الشمري أن طفلته بدأت مشكلتها منذ ال 17 من شهر محرم، مبيناً أن المشكلة بدأت بارتفاع في حرارتها وسعال مستمر، وقد صرف لها مستشفى رفحاء علاجاً لمدة أربعة أيام، لكن حالتها لم تتحسّن، لتعود إلى المستشفى ويتمّ تنويمها. وأضاف: أخذت حالتها في التردّي حتى اضطرّ الأطباء إلى استخدام التنفس الصناعي. بحث عن سرير و أضاف الشمري «حاولت جاهداً أن أجد لها سريرا في المستشفيات المتقدمة في وزارة الصحة يحتضنها ويخفف من آلامها رغم محاولاتي الجاهدة والمستمرة لتأمينه لها إلا أن « السرير الأبيض « لم يكن موجودا فرحلت غلا وهي لم تحظ بأسباب شفائها من خدمة طبية لائقة متقدمة، فقد خاطبت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني بالرياض لقبول الطفلة بعد صدور أمر بنقلها بالإخلاء الطبي، لكن المدينة الطبية ومستشفيات الرياض ومناطق أخرى لم تقبل الطفلة حتى فارقت الحياة. إجراءات وقائية و قال الشمري عن الإجراءات الوقائية للعائلة «قمت بإجراء فحوصات طبية لأطفالي في المستشفى و تبيّن أنهم سليمون» و عن الإجراءات التي قامت بها الشؤون الصحية من فحص لجميع أفراد العائلة أو المدرسة التي كانت تدرس فيها الطفلة قال «لم يزرنا أحد من الشؤون الصحية» و عن فحص زميلاتها في المدرسة أفاد أنه لا يدري شيئاً عن ذلك. إهمال وتساهل و طالب عم الطفلة غلا ماجد سعدي الشمري المسؤولين في وزارة الصحة بمبرر لعدم نقل ابنتهم لأي مستشفى في المملكة أسوة بمن يتم نقلهم يومياً في كل مدينة في البلاد بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين .وقال «سمعنا عن حوادث لمسافرين على الطريق من دول أخرى تنقلهم طائرات الإخلاء إلى دولهم باستمرار دون وجود أي عوائق وابنتنا غلا هذا يومها وقدرها لكن الإهمال والتساهل بحياة البشر أمر لا يرضاه الله ولا المسؤولون، ويضيف أنه تعجب من كلام مسؤول في الصحة أن مرض ابنتنا عادي ولا يحتمل حتى الحديث به في حين أننا شاهدنا حالات أقل من حالة ابنتنا التي تعرضت للعزل وللعناية الفائقة في مستشفى رفحاء ونشاهدها تموت بين أيدينا دون أن يساعدنا أحد لنقلها .» حالات متشابهة وأوضح المواطن سعود الشمري (أحد المشيعين لغلا في المقبرة) بأن هذه الحالة هي امتداد لحالات متشابهة فقد فقدت رفحاء قبل تقريبا ستة أشهر الطفلة جوزاء الشمري التي تم نقلها بالإسعاف إلى مستشفى الدمام المركزي ورفض الطبيب استقبالها وتمت إعادتها وتوفيت في مدخل المستشفى بعد أن أنهكها المرض، فيما قالت «م ، الشمري « (إحدى مدرسات غلا في الابتدائية الخامسة في رفحاء) « إن الطفلة منذ بداية العام الدراسي لم يطرأ عليها أي مرض معد أو ملفت للانتباه بل إنها كانت من الطالبات المحببات لدى المعلمات بخفة دمها وروحها الطيبة . فصل الشمال وناشد المواطن مطلق الشمري ومنيف السعدي وزير الصحة للإيفاء بتصريحات سابقة تعهد فيها الدكتور عبدالله الربيعة بفصل أهل الشمال عن مستشفيات الأردن سيامياً في حين تشهد الخدمات الصحية فقراً كبيراً وإمكانيات محدودة مضيفين أنه ليس واقعياً ما نشاهده حيث نفقد كل يوم مريضاً يحتاج إلى سرير ولا يجده مرددين بأن غلا الشمري كانت تعاني من أنفلونزا بالإمكان السيطرة عليها إذا وجدت عناية طبية . مقاضاة الصحة و تساءل والد الطفلة «خليف الشمري» هل أستطيع مقاضاة وزارة الصحة على إهمالها علاج ابنتي حيث كفلت لي الدولة العلاج بأي مكان في الدولة دون وسيط ، خاصة أني خادم لهذا الوطن ورجل عسكري وإمكاناتي ضيقة في علاج ابنتي بالخارج.» معالجة عادية وذكر المتحدث الإعلامي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني في تصريح سابق ل«الشرق» أن أنفلونزا الخنازير لم يعد مقلقاً على الصحة العامة ولم يعد وباءً حيث تم اكتشاف العلاج والمضاد له. وأضاف أن h1n1 «أنفلونزا الخنازير» تمت إضافته إلى لقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية وأصبح يعالج معالجة الأنفلونزا العادية ولم تعد منظمة الصحة العالمية قلقة منه، وأيضاً لم يعد وباءً يصرح به. لم يحضر أحد وعلمت الشرق من مصادر خاصة أن إدارة مدرسة غلا الشمري خاطبت الوحدة الصحية المدرسية لإرسال فرق كشفية إلى المدرسة ولم يحضر أحد . مواطنون يشيعون الطفلة غلا الشمري في مقبرة رفحاء مواطنون يشيعون الطفلة غلا الشمري في مقبرة رفحاء (الشرق) ضوئية للخبر الذي نشرته الشرق