لا ننكر أنَّ أغلب المدن السعودية تحولت اليوم إلى ورشة عمل، وبعض الجهات الحكومية تواجه شحاً في المقاولين أصحاب الخبرة والإنجاز، ولكن هذا لا يعفي من مطالبتها باعتبار الجودة في تنفيذ هذه المشاريع، ومراقبتها. عشية السبت كان الهاشتاق الأسخن عن نفق تقاطع طريق خالد بن الوليد مع طريق الملك عبدالله بالرياض، وأن الأمطار كشفت رداءة التنفيذ وغياب الرقابة، وربما للجهة المشرفة على المشروع عذرُها؛ إلا أنَّ ذلك وضع اليد على الجرح ولامسه بعمق. فنحن بقدر ما نتَّجِهُ لإقامة مشاريع عملاقة، ونصرف عليها بسخاء، إلا أننا نتصرف باستعجال تجاهها، فنطالب بسرعة التنفيذ، ومن ثمَّ بسرعة التشغيل والتدشين، ونتجاهل تطبيق المعاييرالدقيقة عليها، وبالتالي فإن المحصلة النهائية من كل هذه العجلة هي مشاريع تخرُّ مع أول قطرة!. لتتأخر المشاريع، وتأتي بجودة، وقبلها ننتظر حتى نجد المقاول الأنسب؛ فهذه المشاريع ليست لنا وحدنا بل هي للأجيال المقبلة.