في ثلاثية جمعت بين البحر والينابيع الحارة والخضرة الطاغية، تألقت جازان في عيون زوارها الذين كثفوا من توافدهم عليها، وأبهرت الألوان والأجواء المعطرة فتيات جازان الصغيرات فانطلقن مخضبات بالحناء والفل يغطي رؤوسها وأزياء جازان بألوانها الزاهية، ما ساهم في نشر أجواء كرنفالية شجعت السياح على الاستمتاع بتلك الأجواء الربيعية. وتلفت الأزياء النسائية في جازان الأنظار، ليس لأصالة تصميمها ولكن أيضاً لتنوعها بين أزياء جبلية ذات ألوان زاهية وأخرى ساحلية تنوعت أشكالها وألوانها وأسماؤها ك «الزم» و»الميل» و»الكرتة» وغيرها. وخصصت القرية التراثية ركناً لعرض وبيع الملبوسات الشعبية الجازانية بكمالياتها في لفتة استهدفت الحفاظ على تلك الأزياء من الاندثار ولتعريف زوار القرية على إرث الأمهات والجدات. تقول شقراء، 70 عاما، عن زي «الميل» إنه ثوب طويل مطرز بألوان الفضة والذهب وألوانه زاهية كالأخضر والأزرق والوردي والزهري والأحمر وغيرها، ويمتاز بطرحة طويلة تكون فوق الرأس تسمى «المقنع» وهو زي قديم ترتديه العروس، ويزداد تألقاً حين يزود بالفل والكاذي، وتختلط الضفائر بسحلات الفل والظفر مع تخضيب اليدين بروائع نقوش الحناء الجازانية. وقالت إن هذا الزي مازال دارجاً حتى اليوم؛ حيث تلبسه العروس في ليلة ما بعد الزفاف وتسمى ليلة التخييلة»، أما زي «الكرتة» فهو زي طويل الأكمام مشدود من ناحية الخصر بتعريجات بسيطة ومتسع في الأسفل، ويزدان بمختلف الألوان وتفضله الكبيرات في السن حتى اليوم. وكانت ساكنات المنطقة الجبلية يفضلن الأزياء ذات النقشات المقلمة والمحددة بالأحمر والأصفر والأسود والأخضر على شكل رداء طويل فضفاض مقسوم لقطعتين إحداهما كتنورة طويلة مقلمة، والأخرى بلوزة سوداء مطرزة باللون الذهبي أو الفضي، مع الحلي الكثيرة التي تتزين بها المرأة آنذاك. ويقول باسم باوزي، أحد زوار جازان، إن المنطقة مازالت تحافظ على تراثها الذي يبهر القادمين إلى المنطقة، ويزيدها جمالاً وتألقاً عن مناطق أخرى فقدت هويتها التراثية.