مما يحز في النفس ويؤلمها أن تجد كثيراً من الشباب السعودي الذين يحملون مؤهلات علمية صحية لم تؤهلهم شهاداتهم للوظيفة.. وتجدهم جالسين في بيوت آبائهم واضعين يداً فوق يد على قولة القائل (لا شغلة ولا مشغلة)، ومما يحز في النفس أيضا أن ترى ضعف أعداد أولئك الشباب.. من خريجات المعاهد الصحية من النساء موظفات على نفس تخصصات الشباب العاطلين عن العمل.. بمعنى أنك تجد في المستشفيات الحكومية ومستشفيات القطاع الخاص في المملكة، أعداد الممرضات السعوديات تفوق أعداد الممرضين السعوديين بستة أضعاف! وهُناك مثال حقيقي.. مستشفى حكومي عدد العاملين فيه من الممرضين السعوديين 30 ممرضاً سعودياً وعدد الممرضات السعوديات العاملات فيه 200 ممرضة سعودية؟! ومن خلال هذا الرقم المهول والعجيب اتضح لنا بل أثبت لنا – المسؤولون عن مسميات هذه الوظائف أيّا كان موقعهم – سامحهم الله – أثبتوا لنا أن التمريض الرجالي ليس لهُ أهمية كأهمية وجود التمريض النسائي الذي مازال التعيين والتوظيف فيه بازدياد، وهذه نظرية خاطئة وجائرة وفيها تعدٍّ وإجحاف بحق الممرضين الرجال، وعدم مساواة في قسمة الوظائف بين الجنسين، ومع أن كثيراً إن لم يكن جميع أقسام الإسعاف والطوارئ (الرجالية) في مستشفيات المملكة بعد الساعة الحادية عشرة مساء تجد الممرضات الأجنبيات هن اللاتي يعملن في هذه الأقسام! ومعشر الشباب السعودي من خريجي المعاهد الصحية تخصص تمريض منذ أن تسلموا شهاداتهم وهم يائسون نائمون في بيوتهم لأكثر من خمس سنوات مضت، وأخواتهم من الرجال -عفواً- من النساء يتم توظيفهن في أسرع وأقرب فرصة سانحة للتوظيف. وندائي إلى معالي وزير الخدمة المدنية، وكذلك إلى معالي وزير الصحة.. بأن يُيسروا ولا يُعسروا.. ليحدثوا وظائف لخريجي المعاهد الصحية ويفرجوا كربة شباب الوطن وعماد المستقبل. وإن لم يكن بالإمكان أكثر مما كان عليه من الوظائف الرجالية السابقة، والمرافق الصحية في المملكة لا تستوعبهم وليست بحاجة إلى خدماتهم، فماذا عساهم سيربحون ويفعلون بشهادات ومؤهلات لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع؟!