محمد بن إبراهيم فايع كل الأمم السابقة والحضارات التي كانت ثم بادت، كانت تهين المرأة وتستعبدها، ولاترى فيها إلا مخلوقاً أدنى من الرجل، فكانت هي الشيطان، وحقوقها غير معترف بها، وهي كالحيوان، وفي مجتمعات كانت لاقيمة لها، حتى في عهد العرب الجاهليين كانت مُهانة وتُعد عاراً على أهلها ،حتى جاء الدين العظيم الإسلام، فعزز مكانتها وأبرزها كإنسان له كامل الحقوق، وكرَّمها بأن أوجد حقوقها وبيَّنها وصانها ودعا إلى رعايتها لمكانتها، وأوضح مالها وماعليها، ودعا إلى نبذ التمييز نحوها وإلا عادت في وضعها إلى ما كانت عليه قبل الإسلام، وألبسها حياء يحفظ لها وجودها حتى لاتمتهن، وكان قمة الحياء الذي يجب أن تتحلى به أن تلتزم بحجابها الذي أمرت به ،لأنه يحميها من أعين المتلصصين الذين لا يرون في المرأة سوى أنها جسد وجمال يشبع شهواتهم، ويغِّذي نزواتهم، وشرع لها حق العمل، حينما تكون مضطرة إليه وفق ثوابت وضوابط لم تسن عبثاً ولالتقيد حريتها أو حركتها، ولا لتضعف من قيمتها وتحد من كرامتها، بل لتشعر المرأة في هذه الضوابط الشرعية ما يجعلها تشعر بكينونتها، وأنها غير مخترقة الحقوق ولا الحدود، خاصة فيما يتعلق بكرامتها، فالمرأة هي نصف الرجل وشريكته، وهي المجتمع كله وليس نصفه كما يقال، فهي من تلد الرجال العظام، وهي صاحبة الفضل بعد الله في نجاح كثير من الرجال، لهذا مَنْ أكرمها من الرجال «أباً – زوجاً-أخاً -ابناً « فقد غنم، ومن أهانها فقد أثم، وحبيبنا – صلوات ربي وسلامه عليه- قال « ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم « والمرأة يجب أن تعلم وقد وصلت اليوم إلى أعلى الشهادات العلمية، وتولَّت مناصب عالية أن من يدعها اليوم للتمرد على قيمها على مجتمعها باسم الحرية لتخالط الرجال وتختلط بهم، فهو لايريد لها العزة ولا الكرامة التي جاء الإسلام بها، ودعا المرأة إليها وأوصى بها جميع الرجال المحيطين بالمرأة «استوصوا بالنساء خيراً « وصية نبينا -عليه أفضل الصلاة والتسليم- ومن يدع إلى حجرها، ومنعها من أن تتنفس الحياة مشاركة وعملاً ومن أن تحقق طموحاتها في مجتمع متدين بفطرته، محافظ بطبعه، يحرص عليها، ويسعى إلى حفظ حقوقها فهو يظلمها فلنكن معتدلين متوسطين في رؤيتنا لهذه القضية ، ورحم الله حافظ إبراهيم حين قال «أنا لاأقول دعوا النساء سوافرا « لكني أقول: «فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا.. فالشر في التّقييد والإطلاق».