« متى تصدرُ قوانينُ حازِمَةٌ،تحمي المرأةَ مِنْ هكذا إذلالٍ، ومَهَانَة؟» سؤالٌ ختمتْ به الكاتبةُ السعوديةُ المعروفة (حليمة مُظَفّر) مقالها الذي روتْ فيهِ قصَةَ رجُلٍ كان يسير بجوارها، في أحدِ أرْوِقَة المستشفيات، وهو يقولُ لزوجتهِ بلهجةٍ حادّة:» تَسْكُتِين وإلاّ ألْطُمِكْ قِدّامْ الناس» (صحيفة الوطن، 30 ذي القعدة 1433ه، ص 34) الحقيقة: عليها أنْ تسكتَ! وتتقبّلَ اللّطْمَةَ برحابةِ صَدْر ! وتقول: إنّي على إهانتك صابرة!، وأنا أقولُ له ولأمثاله: ما هكذا تكون الحياة بين مَنْ جعل الله بينهما ميثاقاً غليظا، مَنْ لها عليه حُقوق وواجبات، ومن له عليها حقوق وواجبات، مَنْ لم يستعبدْ الناسَ وقد وَلَدَتْهُم أمهاتُهم أحراراً، أرجو ألا يقول أحدٌ: إنّ هذه حادثة فردية، وإنّ بنات الرِّجَال يَصْبِرْن ! صحيح يَصْبِرْن ما لم يُهَنّ، أما أنْ يَصْبِرْنَ على الذُّلِّ، والسّبِّ، والشّتْم، فهذا تُرَدُّ عليه «عباراتُه المُتْخَنَةُ بالتحطيمِ، والتّكَسُّر، والفوضى» ولا أدري كيف يكون حالُه، لو سَمِع أباهُ يقولُ لأمه» تسكتين ولا ألطمك قدام الناس» أشكُّ أنه يسكت، وأشكُّ ألا تثور ثائرته دفاعاً عن أمه، وأشكُّ أنْ يتقبّل من أبيه هذه الكلمات الجارحة، والحادة، والعنيفة، أيْنَ هُوَ مِنْ قوْل رسول الله صلى الله عليه وسلم :» اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرَاً، فإنّما هُنَّ عَوَانٌ لَكُم، إنّ لكُمْ عليْهِنّ حَقّاً، ولَهُنَّ عَلَيْكُمْ حَقّا» وأينَ هُوِ مِنْ قوله صلى الله عليه وسلم :» إنّما النِّسَاءُ شقائقُ الرِّجَالِ، ما أَكْرَمَهُنَّ إلا كَرِيمٌ، وما أَهَانَهُنَّ إلا لئيمٌ». لهذا الرجل الشّتّام، البذيء، مَنْ لا يخافُ الله، نظراءُ كُثرٌ في كل مجتمع، لكنّ معظمها سَنّ أنظمةً، وقوانينَ، تحمي المرأة من أيِّ إهانةٍ، أو ذُلٍّ، أو سَلاطَة لِسان، وتكرارُ موقف هذا الرجُل مع زوجته، واردٌ في أيِّ مِنْطقة أو محافظة في المجتمع السعودي، و»مُعْظَمُ النّارِ مِنْ مُسْتَصْغِرِ الشَّرر» وكوْن يأتي تصرف هذا الزوج في هذه المرحلة التي تتساوى فيها الحقوق والواجبات، فإنه يفتح الأبواب أمام شتى الاحتمالات، ولا حل للمشكلة إلا بقرار حازم، يكمم فاه أيّ زوْجٍ جاحد، ويوقظُهُ مِنْ غفْلَتِهِ وسُبَاتهِ، ويقولُ لهُ: قِفْ عند حدِّك ف«تسكتين والا ألْطُمِك قِدّامَ الناس» يمكن أن تحل بك في يوم من الأيام، والخوف مِنْ عواقب الأيام!! وما « أهانَهُنَّ إلاّ لَئِيم». [email protected]