بهدوء وسكينة رحل رجل النظام والتواضع الأمير سطام بن عبدالعزيز، وبقراءة لمشهد الرحيل المؤلم يلمس المتابع حجم الفراغ الذي تركه الرجل في قلوب أبناء الوطن عموما والذين يعرفونه عن قرب على وجه الخصوص، فقد كانت له رحلة حافلة بالعطاء استمرت لقرابة أربعة عقود كنائب لأمير الرياض السابق ولي العهد الحالي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، لقد كان رحيل الأمير سطام موجعا خاصة أنه قدم خلال الفترة القصيرة التي قضاها كأمير للرياض عملا نموذجيا وكانت له بصمات راسخة غير أن القدر لم يمهله لإنجاز كثير من الرؤى التي كان يحلم بإنجازها فرحم الله سطام والعزاء للوطن. وإذا كان رحيل أمير الرياض قد أوجع الوطن فلقد سُر المواطنون جراء حنكة المليك وحسن اختياره، فالذين يعرفون صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيزعن قرب لم تفاجئهم الخطوة الرائدة التي اتخذها الملك عبدالله بن عبدالعزيز-يحفظه الله- باختياره لقائد القوات البرية وصاحب التاريخ الحافل في الميدان العسكري ليكون أميرا لمنطقة الرياض وهي واحدة من المناطق التي تحظى بأهمية خاصة لاعتبارات لاتخفى على الجميع. فالأمير خالد ونائبه الأمير تركي بن عبدالله الذي هو الآخر قادم من القطاع العسكري تنتظرهما مهام جسام تحتاج إلى فكر نيّر وعمل جبار، كل الأماني والدعوات لهما بالتوفيق.