لقد كان يوم رحيل سمو سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- يوماً من أشد الأيام حزناً، وكانت صدمة كبيرة وفاجعة عظيمة هزّت أركان المجتمع، وكان نزول الخبر الأليم كالصاعقة على الجميع غير مصدقين لولا إيماننا بقضاء الله وقدره، كيف لا وهو خبر رحيل وفقدان قائد ورجل عظيم وأحد أهم أركان هذه الدولة المباركة.رحل بعد أن أسس للأمن مفاهيمه وأركان استراتيجياته، رحل رجل الفكر النيّر والرؤية الثاقبة والأمل الذي ليس له حدود، إيماناً بالله العزيز القدير فهو من أعطى ومن أخذ لا إله إلا هو رب كل شيء ومليكه. رحمك الله يا نايف بن عبدالعزيز فأنت عراب الأمن الأول من خلال مسيرتك الطويلة والمشرقة التي قاربت على أربعة عقود كنت فيها قوياً صبوراً معلماً وحكيماً رغم الصعوبات والأحداث التي مرّت على مملكتنا والعالم أجمع من مرحلة إلى أخرى. وختاماً، أرفع التهنئة الخالصة لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بثقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التى استحقها سموه عن جدارة، فنحن نهنئ أنفسنا والشعب السعودي بسلمان الفكر والسياسة، فهو رجل دولة من الطراز الأول، وله سجل حافل بالمنجزات الوطنية الكبرى، يمتلك خبرة وحنكة وتجربة قيادية طويلة على امتداد مساحة الزمن السعودي الحديث. كما أن اختيار سمو سيدي وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز اختيار موفق، لأنه الرجل المناسب الذي عاصر وعايش الأمير الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- ويتطلع منه الجميع لعمل كبير، وهو مؤهل لتقديم كل ما لديه من خبرات لخدمة الوطن، متمنياً له كل التوفيق والسداد لخدمة الدين والوطن في ظل هذه القيادة الرشيدة.