الحب تزيّنه العفّة؛ ولا بارك الله فيمن دنّس طهارة الحب بالآثام، واللهفة يجلبها البعد، والعشق قد «يغسله» الزواج! تماماً كما يعطّل تعيين شخصية علمية نادرة بمنصب حكومي بيروقراطي لهفة البحث وعشق التحدي! وقال لي: لقد أحببتها يا أخي والحب كافر! قلت مصححاً: لعلك تقصد الجوع؟ أجاب: كلاهما! كان مندفعاً في حديثه بحماس وكأنه يعوض دهراً قضاه بالكتمان! ولكن تفرّسي لملامح وجهه جعلني أدرك أن سحنته قروية إلى قروية جزئياً! وهذا يعني أنه يقول ما بقلبه دون تحفظ أو «إتيكيت»! قال: برأيك لو تقدمت لوالدها طالباً يدها كأي خاطب كلاسيكي يدخل البيوت من أبوابها فهل تُراه سيوافق؟! قلت: ما دامت لديك رغبة الدخول من الباب فهذا يعني أن بيت والدها ليس به نافذة! ابتسم طويلاً ولم تزده من الحسن شيئا! أما والدها فسيوافق؛ فأغلب الآباء يريدون الستر لبناتهم في عصر المغريات هذا، وسكت فجأة ليقول: ولكني قلق! مم؟ من انطفاء جذوة الحب بعد الزواج والارتهان للرتابة والملل كما هي حياة المتزوجين!! قلت توكل على الله وستحظى بحب «بدل فاقد» حين يأتيك الأولاد! وخير الحب ما توالد عن حب! والاستقرار بزواجك ممن «تهوى» أبرد للقلب من مطاردتك سراب خيالها طوال حياتك دون فائدة، ولا عليك حتى من «نزار قباني» القائل: (الحب ليس رواية شرقيةً/ بختامها يتزوج الأبطال)! «الكنز» أمامك فأرح نفسك من «خرائط القراصنة» أيها «القبطان»!!