سيد أحمد خيل الرياض – محمد العوني، عبدالعزيز العنبر عدَّ سفير أفغانستان لدى المملكة سيد أحمد عمر خيل، ما تشهده بلاده من إرهاب في الوقت الراهن مشكلات مستوردة من الخارج وليست أفغانية المنتج. وعبر في تصريح ل «الشرق» عن أمله في أن يكون للمملكة دور قيادي ووسيط في عملية المصالحة، موضحاً أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي طلب من أخيه خادم الحرمين الشريفين أن تكون له يد بيضاء كريمة في فتح أبواب المصالحة مع طالبان، مؤكداً أن هناك جهوداً تبذل في هذا المسعى وإن شاء الله تتكلل تلك الجهود بالنجاح. وأكد أن «طالبان» ليسوا إرهابيين بل هم جزء من الشعب الأفغاني، وكانوا مجاهدين ضد الاحتلال الروسي، ووصلوا لرأس السلطة في فترة من الفترات، لكِنْ أسماؤهم استغلت وألصقت بهم عدة تهم، ولديهم خلاف مع الحكومة الحالية ونظرة خاصة تحتاج إلى تفاهم وتنسيق وتشاور، وحكومة أفغانستان مستعدة للتفاهم معهم عن طريق المفاوضات، وكل المساعي تجري حالياً للجلوس حول مائدة التفاوض، وشكلت لجنة للمصالحة وجهودها مستمرة لفتح أبواب التفاوض مع إخواننا في «طالبان»، كما يحق لهم الوصول لكرسي الرئاسة عن طريق صناديق الانتخابات والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة بعد نهاية فترة الحكومة الحالية في السنة القادمة . وأوضح السفير الأفغاني أن بلاده مازالت في مرحلة التطور، وبدأت في بناء اقتصادها للمستقبل بالتعاقد مع عدد من الدول مثل الصين والهند واليابان، وخلال السنة والنصف القادمة سيتم الاكتفاء الذاتي بالنسبة للبترول، وبعد ثلاث سنوات سيكون هناك تصدير للنفط. وبيَّن أن وجود قيادات القاعدة سابقاً في أفغانستان لم يكن وليد اللحظة، بل جيء بتلك الأسماء إلى أفغانستان لإلصاق تهمة الإرهاب بالعالم الإسلامي، مستغلين الوضع غير المستقر في أفغانستان، مضيفاً أنهم يحاولون من خلال هذا المؤتمر الاستفادة من تجارب وخبرات الدول المجتمعة والاستفادة من أساليبها المستخدمة في مكافحة الإرهاب. وقال السفير، إن أفغانستان لا تعاني من مشكلات داخلية، بل تعاني من تدخل أيدٍ خارجية في الشأن الداخلي من جانب إيران ودول أخرى. وأكد أن هذه التدخلات دمرت البنية التحتية والاقتصادية الأفغانية تماماً -لم يحدد حجمها- لكنه أوضح أن بلاده بدأت خلال السنوات العشرة الماضية في استعادة وضعها، والبناء من جديد، كما أعيد بناء المدن الكبرى مثل كابول وقندهار وجلال آباد ومزار شريف وقندز وهرات على أحسن من السابق، وبدأت البنية التحتية تظهر من جديد أحسن من السابق، وتم رصف 8 آلاف كليومتر من الشوارع، وبناء السدود وتشييد الجسور.