أعلن سفير أفغانستان لدى السعودية سيد أحمد عمر خيل، أن حكومة بلاده برئاسة حامد كرزاي بدأت في إجراء مفاوضات «مصالحة» مع حركة «طالبان»، كاشفاً أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي تقدم بطلب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتدخل في إنجاح عملية المصالحة مع حركة طالبان، لما لخادم الحرمين من أياد بيضاء ودور قيادي في عمليات المصالحة الدولية. وشدّد سيد أحمد في تصريحات صحافية عقب افتتاح المؤتمر الدولي المعني بالتعاون مع الأممالمتحدة ومراكز مكافحة الإرهاب أمس على أن دولاً استغلت الأوضاع غير المستقرة لأفغانستان، وجاءت بقيادات باسم الإرهاب، وعمدت لإلصاق التهمة بالمنطقة والمسلمين، واصفاً إلصاق ظاهرة «الإرهاب» بالمسلمين بأنها «جفاء» بهم، إذ إن ظاهرة الإرهاب عالمية، لا تنحصر في العقيدة. وحول تراجع خطر الإرهاب في بلاده، أكد أنه قل وبفارق كبير، وأن أفغانستان لا تعاني في الوقت الحالي من أي مشكلات داخلية، وإنما تعاني من تدخل أياد خارجية «أجنبية»، تثير المشكلات في أفغانستان، وتلصقها باسم «مشكلات الإرهاب». وزاد: «أن التدخلات الأجنبية الخارجية في أفغانستان دمّرت البنية التحتية الاقتصادية فيها تماماً»، رافضاً الإفصاح عن حجم الدمار الاقتصادي، منوهاً إلى أنها دُمرت بالكامل من بدايتها حتى نهايتها، مضيفاً: «خلال الأعوام العشرة الماضية بدأت أفغانستان في إعادة بناء البنية التحتية، وتم إنجاز نحو 8 آلاف كيلومتر من الشوارع المسفلتة، إلى جانب بناء الجسور والسدود والمحطات، التي بدأت تستعيد نشاطها من جديد، وأن بلاده ما زالت في مرحلة التطوير لبناء اقتصادها في المستقبل». وأضاف: «إن جماعة طالبان ليسوا إرهابيين، بل هم أبناء جلدتنا وإخواننا، وهم من الشعب الأفغاني، وكانوا بالأمس مجاهدين ضد الروس، وحدث اختلاف بأنهم كانوا على رأس السلطة وقضي عليهم، واليوم طالبان في خلافات مع الحكومة، ولديهم وجهة نظر خاصة تحتاج للتفاوض والتشاور، وحكومة أفغانستان مستعدة للتفاوض معهم لحل مشكلاتهم، وجميع المساعي تُجرى للجلوس على طاولة المفاوضات». وحول حجم الأموال التي ضبطتها الحكومة الأفغانية في طريقها لتمويل الإرهاب، أكد أن حكومة أفغانستان لم تضبط أي أموال في طريقها لدعم الإرهاب.