أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن خطر الإرهاب لا يزال قائماً، ويهدّد الجميع من دون تمييز. وحذّر من أن غالبية جهود مراكز مكافحة الإرهاب في العالم في شبه عزلة بعضها عن بعض، بسبب ضعف التنسيق. وذكر أن السعودية تعتبر مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية مشتركة. (للمزيد) وقال وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير ل«الحياة» أمس إن حجم الأموال التي صودرت من إرهابيين في المملكة كبير. ووصف تهريب أسلحة إيرانية إلى اليمن بأنه «عمل إرهابي». كما وصف ما حدث في جمهورية مالي (غرب أفريقيا) بأنه «نوع من الإرهاب». وقال الأمير سعود الفيصل - في كلمة له ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة للعلاقات متعددة الأطراف الأمير تركي بن محمد، في مستهل المؤتمر الدولي المعني بتعاون الأممالمتحدة مع مراكز مكافحة الإرهاب، في الرياض أمس - إن المملكة أكدت دائماً إدانتها وشجبها للإرهاب بكل أشكاله، واستعدادها للتعاون مع جميع الجهود المبذولة لمكافحته. وأكد أن غالبية جهود مراكز مكافحة الإرهاب في دول العالم في شبه عزلة بعضها عن بعض «وهناك ضعف في التنسيق بينها، ما أدى إلى إهدار العديد من الموارد والوقت». ودعا إلى العمل الجماعي والتنسيق والتعاون بين الدول والمراكز في سبيل مكافحة الإرهاب وتداعياته، ووضع برامج ثنائية ومشاريع لتنفيذها في إطار الأهداف المشتركة والركائز الأربع للاستراتيجية العالمية. وأكد أنه إيماناً من المملكة بأهمية التعاون، والإسهام في دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، قامت بتقديم دعم مالي للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب على مدى الأعوام الثلاثة الأولى بنحو 10 ملايين دولار. وأشار الأمير سعود الفيصل إلى تأييد المملكة لجهود الأممالمتحدة، ودعم تنفيذ الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب، باعتبارها إطاراً دولياً من المهم أن تعمل الدول من خلالها لمواجهة خطر ظاهرة الإرهاب. من جهة أخرى، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الركائز الأربع التي اشتمل عليها مؤتمر الرياض تعد من أهم الأسس الداعمة لاستراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب وخطتها، التي تعمل عليها مع الدول الأعضاء على مستوى متعدد الأطراف، مشيراً إلى أن هذه الأسس والركائز التي تستند إليها الاستراتيجية تعتمد على دعم قدرات الدول والمراكز والمجالس. وأضاف في كلمة ألقيت نيابة عنه: «سيخرج اجتماع الرياض بالعديد من التوصيات، التي تخدم العمل المشترك العالمي لمكافحة الإرهاب، ووضع خطط تنفيذية مشتركة توحّد العمل بين الدول لمكافحة الإرهاب (العدو الدولي) بكل صوره وأشكاله، وتحسّن التعاون بين الدول لمكافحة الإرهاب في العالم». من ناحية ثانية، أعلن سفير أفغانستان لدى السعودية سيد أحمد عمر خيل أن حكومة بلاده برئاسة حامد كارازاي بدأت مفاوضات مصالحة مع «حركة طالبان». وذكر أن الرئيس الأفغاني تقدم بطلب لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإنجاح المصالحة مع «طالبان»، لما لخادم الحرمين من أياد بيضاء ودور قيادي في عمليات المصالحة الدولية. وأضاف: «جماعة طالبان ليسوا إرهابيين، بل هم أبناء جلدتنا وإخواننا، وهم من الشعب الأفغاني، وكانوا بالأمس مجاهدين ضد الروس، وحدث تغير بأنهم كانوا على رأس السلطة وقضي عليهم، واليوم طالبان في خلافات مع الحكومة، ولديهم وجهة نظر خاصة تحتاج للتفاوض والتشاور، وحكومة أفغانستان مستعدة للتفاوض معهم».