انتقد عضو جمعية التاريخ والآثار لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المؤرخ علي الدرورة، تقاعس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبلدية محافظة القطيف، في إعادة بناء معلم عين الكعيبة التاريخي، وذلك بعد مرور عام على إزالتها بواسطة جرافة تابعة لمقاول بلدية محافظة القطيف، وهو الأمر الذي أحدث ردود فعل غاضبة من قبل الأهالي والمهتمين، نظراً لأهمية الموقع الذي يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، ويعتبر آخر أثر مادي للقرامطة. وقال الدرورة ل»الشرق»: «نخشى أن تكون التصريحات وردود الفعل الغاضبة، والإجراءات التي وعد المسؤولون باتخاذها بعد وقوع هذه الكارثة، بأنها حبر على ورق، وذرّ للرماد في العيون»، مؤكداً أن الموقع لايزال على حاله منذ أن أزيلت العين ولم تحرك أي جهة ساكناً لتصحيح الوضع وإرجاعه إلى ما هو عليه. وأضاف أن القضية واضحة ولاتحتاج لتبرير من أي جهة، والمعلم تمت إزالته والفاعل معروف وتعهد بالبناء، والجهات المسؤولة وعدت بمحاسبته وإلزامه بإعادة بناء العين، وبعد مرور عام.. هل حصل شيء.. لاطبعاً؟. من جانبه، أوضح رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف المهندس عباس الشماسي ل»الشرق» أمس، أن المجلس قام بمتابعة الموضوع ولا يزال يتابع مع بلدية المحافظة وذلك للعمل على إعادة بناء العين، بالتنسيق مع الجهات المعنية إلا أن المجلس لم يصل إلى نتيجة حتى الآن، رغم تعهد المقاول بإعادة بناء جدران العين الأثرية التي تقع على أطراف بلدة الجش، مجدداً مطالبه بسرعة البدء في إعادة بناء العين وعدم إطالة أمد ذلك حتى لا تتعرض المنطقة التي تقع فيها للعبث. يشار إلى أن معلم عين الكعيبة الأثري يعتبر أحد أشهر المعالم التاريخية في محافظة القطيف، ويعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وقام ببنائه العمالقة الكنعانيون، واشتهرت هذه العين في العام 317ه عندما نقل القرامطة الحجر الأسود إلى هذه العين؛ لهذا عرفت بعين الكعيبة، كما ذكر ذلك ل»الشرق» المؤرخ حسين السلهام، وقد تمت إزالة هذا المعلم العام الماضي بواسطة جرافة تابعة لمقاول بلدية محافظة القطيف، وهي الحادثة التي ذكرت تفاصيلها «الشرق» وتداعياتها في أعدادها رقم 43 تحت عنوان «جرّافة مجهولة تزيل آخر آثار القرامطة في محافظة القطيف»، ورقم 44 تحت عنوان «الغبان: الاعتداء على عين الكعيبة مخالفة صريحة للأوامر الملكية»، ورقم 57 تحت عنوان «الحشاش: الأولوية لإعادة بناء الكعيبة.. والتحقيق مازال جارياً» ورقم 91 تحت عنوان «مقاول بلدية القطيف يتعهد بإعادة بناء معلم الكعيبة الأثري».