قتل مراسل قناة الجزيرة القطرية محمد المسالمة (33 عاما)، المعروف بمحمد الحوراني، برصاص قناص تابع للقوات النظامية السورية في محافظة درعا (جنوب) الجمعة، بحسب ما أفادت القناة مساء الجمعة. وبثت القناة في شريط إخباري عاجل “استشهاد الزميل محمد الحوراني مراسل الجزيرة برصاص قناصة النظام السوري في محافظة درعا”، مشيرة إلى أنه استهدف “خلال تغطيته لاشتباكات في بصرى الحرير”. وفي وقت لاحق، أفادت القناة، في بيان، أن الصحافي السوري، الذي يعمل معها كمراسل متعاون منذ إكثر من عام مع القناة، كان “يغطي الأحداث من الخطوط الأمامية في بلدة بصرى الحرير بريف درعا، التي شهدت اشتباكات هي الأعنف بين قوات النظام السوري ومقاتلي الجيش الحر، حينما استهدفه قناص بثلاث رصاصات قاتلات”. وكان مراسل القناة في عمان أوضح في رسالة مباشرة أن المسالمة أصيب “برصاصة في الصدر ورصاصة في الخاصرة ورصاصة في الرجل”، وأنه كان “يخطط للبقاء أسبوعين في بصرى الحرير لنقل المعارك هناك”. وبث ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني شريطا مصورا يظهر فيه المراسل وهو يحمل ميكروفونا عليه شعار القناة، برفقة عدد من المقاتلين المعارضين الواقفين خلف حائط. وفي الشريط، يركض أحد المقاتلين إلى الجهة الأخرى من المنطقة التي يقفون فيها. وبعد وصوله إلى الطرف الآخر، يركض الحوراني ليلاقيه. وقبيل وصوله، يسمع صوت ثلاث رصاصات، ليسقط المراسل أرضا وهو يتلوى من الألم. ونقل البيان عن مصدر مسؤول في القناة إشادته “بالتغطية المهنية التي تميز بها المراسل الحوراني”، موضحا أنه “عرف بشجاعته ودقته في نقل الأخبار التي كان يغطيها تغطية حية من منطقة درعا وريفها”. وأشارت القناة إلى أن المسالمة “اعتقل من قبل المخابرات الجوية (السورية) في وقت سابق لبداية الثورة”، في إشارة إلى الاحتجاجات المطالبة بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد منذ منتصف مارس 2011. كما أشارت إلى أن الصحافي “نشط فيها (الثورة) قبل أن يتحول للعمل الإعلامي”. وأكدت الجزيرة، التي عرفت بدعمها للمعارضة المطالبة بإسقاط الأسد، أن “استهداف طواقمها أو الصحافيين المتعاونين معها لن يثنيها عن خطها التحريري”. ويأتي مقتل المسالمة غداة مقتل الصحافي الفرنسي من أصل بلجيكي ايف دوباي إثر إصابته برصاص قناص خلال اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية بالقرب من سجن حلب المركزي، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة. وقال ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي إن القناص هو من القوات النظامية، وكان متمركزا “على سطح السجن المركزي” الواقع إلى الشمال من المدينة. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود الجمعة إنها “قلقة جدا من الطريقة التي يجد الصحافيون أنفسهم فيها وسط العنف المتصاعد”، بحسب ما أوردت على موقعها الإلكتروني. ودان رئيس المنظمة كريستوف دولوار “التهديدات المتنامية للصحافيين الذين غالبا ما يستهدفون”، مشيرا إلى أن “سورية هي حاليا البلد الأكثر خطورة على مزودي الأنباء”. وتشير أرقام المنظمة إلى مقتل 17 صحافيا من الأجانب والسوريين، إضافة إلى 44 ناشطا إعلاميا، منذ منتصف بدء النزاع. أ ف ب | بيروت