عبدالصمد حمود بادئ ذى بدء أتحدث فى موضوع سبق البحث فيه من أساتذة كرام ومن إعلاميين مرموقين وأيضا أجهزة الدولة كان لها دور عظيم فى الحد من هذه الظاهرة. لكنني أحببت أن أكرر الكتابة فى هذا الموضوع لما له من أهمية بسبب تزايد هذه الظاهرة في الوقت الحالى . إن سماحة الإسلام وعظمته غرست فينا عزة النفس وعلو الهمة والترفع عن الدنايا وحثتنا أن تكون أيدينا هى العليا استعفافا عما بأيدي الآخرين من الناس. فقد حرص سيد الخلق سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن جعل سؤال الناس ضمن المبادئ والموجهات التى يبايع عليها أصحابه رضى الله عنهم أجمعين. فقد جاء عن ثوبان رضي الله عنه فيما أخرجه أبوداود والبيهقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتكفل لي ألا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة؟ فقال أنا يارسول الله، فقال: لاتسأل الناس شيئا فكان لايسأل أحدا شيئا». فقد حرم النبى صلى الله عليه وسلم سؤال الناس وعنده ما يكفيه إلا فى ثلاث: من أصابه فاقة أو جائحة أو حمالة من نوائب الدهر، يسأل الناس حتى يصيبها، ثم يمسك، وما سواها فهو محرم، لما فى ذلك من تعرض النفس للهوان والمذلة، وأن سائل الناس يبعث يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم!. من هذه التوجيهات النبوية الشريفة يتضح أن سؤال الناس يعاقب عليه إذا كان يوجد لدى السائل ما يكفيه. ولكن للأسف الشديد فقد انتشرت ظاهرة التسول وأصبحت من باب الكسب التجاري! مع العلم أن الجهات المسؤولة تبذل كل الجهد فى محاربة هذه الظاهرة الوافدة والغريبة على مجتمعنا ولكن بتضافر جهود الجميع سوف تزال إن شاء الله. هناك أطفال منتشرون فى إشارات المرور ونساء حاملات أطفالهن يستدررن عطف المارين بهذه الإشارات فأبناء شعبى معطاءون شغوفون بفعل الخير، وهنا لابد أن يكفوا عن إعطاء السائلين فى هذه الإشارات. لازالت هذه الظاهرة السيئة، وهي احتيال وإن شاهدت معها كثيرا من (العاهات المصطنعة) المختلفة الأشكال. زد على ذلك ما يحصل فى المساجد، فعند انتهاء الإمام من الصلاة يظهر خطيب آخر يقف من الصف الأمامى، ويلقى خطبة عصماء، بتعابير استعطافية، مكملا هذه الخطبة بالبكاء، مع أن هذه اللحظة يكون المصلى فيها يناجي ربه بالاستغفار والدعاء لله عز وجل، فمنعهم واجب، وعلى إمام المسجد منعهم والتصدي لهم. اسأل المولى عز وجل أن يديم علينا نعمه إنه على كل شيء قدير.