الفاضل المعلق “أبو تميم حمد الربيعة” أراد النطق بالألمانية فقال “قوتن تاق” وهي قريبة منها، ولكنها ليست صحيحة، ولا تنطق إلا بالجيم المعطشة، أي حرف الجيم تحتها ثلاث نقاط “جوتن = Guten”، كذلك الحال مع كلمة “تاق” فتصبح “تاج = Tag” بنفس الطريقة، وتعني نهارك سعيد. وفي الجنوب الألماني يلوُون اللفظ فيصبح “جوتن تاخ”. هذه المرة صحيحة بالخاء كما في اللغة العربية. أجمل ما في اللغة الألمانية أنه ليس من شذوذ فيها، فتنطق كما تكتب خلافاً للغة الإنجليزية، مثلا كلمة ابنة باللغة الإنجليزية “Daughter” تنطق باللغة الإنجليزية “دوتر”، ولكنها تنطق باللغة الألمانية “داوجتير”. ما أريده من هذا الكلام دفع الشباب لتعلم اللغات الأجنبية، وأفضله العيش بين ظهرانيهم، وهو ما سميته تحت قوانين البناء المعرفي “قانون اللغتين”. أنا شخصياً وعائلتي “نهرج” بأربع أو خمس لغات، أحدها الشركسية بجانب الفرنسية والإنجليزية والألمانية، وبالطبع الأم العربية. وفي بيتي الذي نشأت فيه كانوا ينطقون التركية والكردية بجانب العربية؛ فتعودت أذني على سبع لغات. وفي مدرستي كان شائعاً نطق السرياني والأرمني والآشوري. هناك من يقول: مَن تعلم لغة قومٍ أمِن مكرَهم. وأنا أقول، كما قال الله في سورة إبراهيم: “ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ”. فليس مِن بيان دون لسان، وليس مِن لسان دون لغة. وكل لغة شخصية جديدة، وهو ما أحس به حين أدخل بلاد الجرمان فأقول لأول شخص “قوتن تاق”!