ظهر الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفيصلي بوجهين مغايرين تماماً في الموسم الرياضي الحالي، الأول مخيب للآمال في دوري زين للمحترفين، والثاني أكثر من رائع في مسابقة كأس ولي العهد التي وصل فيها للدور قبل النهائي وكذلك في بطولة الأندية الخليجية، وهو ما شكل هاجساً كبيراً لجماهيره التي باتت تتخوف من مصير مجهول يواجه الفريق خصوصاً في الدوري الذي يصارع فيه حالياً لتفادي الهبوط بعد أن تسببت نتائجه المتراجعة في احتلاله المركز الثاني عشر برصيد 14 نقطة. رياح التغيير مارك بريس ويقدم الفيصلي أو العنابي كما تطلق عليه جماهيره أسوأ مواسمه في الدوري، ووصل به الحال إلى أنه لم يتذوق طعم فوزه الأول إلا في الجولة العاشرة، وكان على حساب الوحدة (4/3)، ورغم أن الفريق الفيصلاوي قدم مستويات مميزة في الموسمين الماضيين اللذين أنهاهما في المركزين السابع والثامن على التوالي، إلا أن الإدارة فشلت في الإبقاء على المدرب الكرواتي زلاتكو داليش المنتقل لأولمبي الهلال، وتعاقدت مع البلجيكي مارك بريس، كما طالت التغييرات جميع المحترفين الأجانب وفي مقدمتهم السوري وائل عيان، واستقطبت أربعة محترفين آخرين وهم الفرنسي كريستوف غروندن والأردني ياسين البخيت والعماني إسماعيل العجمي والغيني نابي سوماه. معسكر خارجي وحرصت إدارة الفيصلي على تجهيز الفريق بالشكل الأمثل للموسم الرياضي، حيث أقامت معسكراً خارجياً في هولندا لمدة 18 يوماً، خاض خلاله الفريق خمس مباريات ودية استهلها بلقاء أوتيلول غالاتي الروماني (0/2)، وبعدها واجه جينت البلجيكي (0/4)، ومن ثم فانتزي الهولندي (2/0)، وجرمينال بييرسخوت البلجيكي (0/1)، وأخيرا أويبست المجري (1/3). بداية متعثرة وعلى الرغم من الاستعدادات الجيدة للعنابي، إلا أن البداية لم تكن موفقة بل تعد الأسوأ للفريق في دوري زين للمحترفين، حيث تلقى الفريق ثلاث خسائر متتالية في أولى الجولات أمام التعاون (0/2)، والشباب (1/3)، والرائد (0/1)، وفي الجولة الرابعة قدم الفريق أجمل أداء له في الدوري عندما قلب تخلفه بهدفين أمام الاتحاد إلى تعادل بطعم الفوز (2/2)، وتفاءل المتابعون بعودة العنابي إلى الطريق الصحيح إلا أنه تلقى خسارة غير متوقعة على أرضه من الصاعد حديثًا فريق الشعلة (1/2)، وبعدها تعادل مع الاتفاق (1/1)، ثم خسر على أرضه أمام الأهلي (0/3)، وتعادل مع هجر (3/3)، ومع الفتح (1/1). وتذوق الفريق الفيصلاوي انتصاره الأول أمام الوحدة (4/3)، لكن فرحته لم تدم طويلاً، إذ سرعان ما تراجعت نتائجه، حيث خسر أمام الهلال (0/1)، وحقق ثاني انتصاراته على حساب نجران (2/0)، قبل أن يخسر مجدداً على أرضه من النصر (1/2)، وخسر أيضا أمام الشباب (3/1)، وتعادل مع الرائد (2/2). ظهور مختلف وخلافاً لصورته الباهتة في مسابقة الدوري، ظهر الفيصلي بمستوى رائع في مشاركته الخارجية الأولى بفوزه على البسيتين البحريني خارج قواعده (1/0) في البطولة الخليجية للأندية، وأثبت تفوقه في مسابقة كأس ولي العهد بتخطي عقبة هجر في الدور الأول (5/2)، وواصل مسيرته الناجحة بفوزه على الوحدة (3/1) ليتأهل إلى مواجهة الهلال «حامل اللقب» في الدور نصف النهائي من المسابقة. غياب الهداف بدر الخراشي ولعل أبرز ما يثير التساؤلات في فريق الفيصلي هذا الموسم هو غياب قائد الفريق بدر الخراشي عن التهديف، فالخراشي الذي أنهى الموسم الماضي محرزاً 12 هدفاً، لم يسجل إلى الآن سوى ثلاثة أهداف، ويبدو أن الفريق دفع ثمن الاستغناء عن صانع الألعاب المحترف السوري وائل عيان، كما تأثر خط الهجوم برحيل الثنائي الكرواتي ليون بينكو وداريو جيرتك، حيث لم يشكل المهاجمان الجديدان نابي سوماه وإسماعيل العجمي أي إضافة إلى خط هجوم الفريق، إذ سجل الأول خمسة أهداف فقط والثاني ثلاثة أهداف وهي نسبة لا تواكب طموحات جماهير الفيصلي التي كانت تعول كثيراً على الإدارة في التعاقد مع مهاجمين مميزين. معركة البقاء يحتل الفريق العنابي حالياً المركز قبل الأخير برصيد 14 نقطة بفارق الأهداف خلف الشعلة وهجر والتعاون، علماً أنه يتساوى معهما في عدد الانتصارات والتعادلات والهزائم «ثلاث انتصارات وخمس تعادلات، وثمانية هزائم» ويتقدم الفيصلي الفرق الأربعة المتنافسة على مقعد الهبوط الثاني بعدد الأهداف المسجلة، حيث سجل الفيصلي 19 هدفاً، ولكن دفاع العنابي يعد ثاني أضعف دفاع بعد الشعلة، حيث استقبلت شباك الفريق 29 هدفاً، مقابل 32 هدفاً للشعلة.