وجّه أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر، الشؤون الاجتماعية بإكمال ما يلزم لتأسيس جمعية خيرية لأطفال التوحد في المنطقة، يكون من أهم أهدافها إنشاء مركز لأطفال التوحد ودعم أسرهم وتوعية المجتمع بأهمية رعاية ودعم هذه الفئة وتوفير كل ما يحتاجونه من خدمات. الأمير محمد بن ناصر وأكد خلال استقباله في مكتبه في الإمارة أمس الأول، عدداً من أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد في المنطقة، دعمه الشخصي والإمارة لكل ما يحتاجونه من خدمات. وكان عدد من أولياء أمور أكثر من مائة طفل مصاب بمرض التوحد في منطقة جازان، طالبوا الجهات ذات العلاقة بتوفير مركز تأهيل وعلاج لأطفالهم المصابين، بدلاً من العناء المتواصل والمتكرر جراء السفر إلى الرياض أو خارج المملكة لتأهيل وعلاج أبنائهم. وقال اختصاصي التوحد مفلح الغالطي، ل»الشرق»، إنه سيتم إنشاء مركز لأطفال التوحد لدعم أسرهم وتوعية المجتمع بعد تأسيس الجمعية، مبيناً أن أطفال التوحد وعائلاتهم في المنطقة لم يحصلوا على الخدمات المناسبة، وكذلك عدم وجود مراكز تأهيلية أو علاجية سوى معهد التربية الفكرية في جازان، الذي يعاني من سوء المبنى، إضافة إلى عدم تلبيته المتطلبات الأساسية لذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف أن المعهد لا يوجد فيه الاختصاصيون المساندون الأساسيون لتقديم البرامج المناسبة لذوي التوحد، وعدم استيعاب البرنامج الوحيد في المنطقة للبنين العدد الكبير من ذوي التوحد، كما أن برنامج التوحد للبنات لديه المعاناة نفسها من نقص الكوادر المتخصصة، وعدم وجود الاختصاصيات المساندات كاختصاصية النطق والكلام والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، وعدم استيعاب البرنامج الأعداد الكبيرة المتقدمة لديهم، مشيراً إلى أن حالات التوحد تجاوزت المائة حالة تشكل البنات منها 25%، مؤكداً أن العدد في ازدياد دائم. وأفاد الغالطي أن وزارة الصحة ممثلة بالشؤون الصحية في المنطقة لا تقدم أي خدمة لهذه الفئة، ولا توجد في المنطقة عيادات طبية متخصصة بأطباء متخصصين قادرين على تشخيص التوحد، وأضاف «هناك أطباء نفسيون ينكرون وجود التوحد أساساً ويعدّونه وهماً، مما يشكل معاناة للأسر التي لا تستطيع التعرف على تشخيص الحالة إلا بعد تنقلهم من مستشفى إلى آخر ومن طبيب إلى آخر، ويختلف تشخيص كل طبيب عن الآخر، ويضطرون نتيجة لذلك للسفر خارج المنطقة وبعضهم لخارج المملكة، لافتاً إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تقدم لهم أي خدمات سوى الإعانة البسيطة التي لا تكفي لأدنى متطلبات الطفل التوحدي، ولم توفر لهم أي مراكز تأهيل واخصاصيين متخصصين. من جهته، قال والد الطفل يحيى علي عقيلي، إن ابنه يعاني من مرض التوحد، وتم الكشف عليه في مستشفى عرفان في جدة، وتبين أن لديه ضعفاً في التواصل البصري، وكان عمره سنتين، وأضاف «منذ تلك الفترة وحتى اليوم وأنا من مستشفى إلى آخر وكلهم خارج المنطقة، ورغم ذلك لا يوجد تحسن كثير». أما معاذ السهلي، فذكر أن ابنه مصاب بالتوحد، وتوجّه إلى عدد كبير من المستشفيات داخل وخارج المملكة للعلاج ولكن دون جدوى. وأضاف أنه تقدم بطلب لضم ابنه للعلاج والتأهيل في مصر على نفقة الدولة أسوة بغيره، إلا أن طلبه رُفض على الرغم من انطباق جميع الشروط عليه. وأوضح قاسم رداعي، أن لديه طفلاً مصاباً بالتوحد ولم يستطِع تشخيص حالته في مستشفيات جازان، ولجأ للمستشفيات الخاصة التي كلّفته مبالغ باهظة. وأضاف «اقترضت من الأهل وكل من أعرف حتى تمكنت من تشخيص حالته، وبدأت بعدها معاناة العلاج من خلال الحمية الغذائية، حيث إن صندوق البسكويت الذي يباع بريال أشتريه ب17 ريالاً، ناهيك عن المواد الغذائية الأخرى، ولم تقف المعاناة عند هذا الحد، واقترضت بعدها من البنوك وسافرت إلى مصر لعلاجه بالأوكسجين هناك، وتحسّن ابني، لكن ظهرت لي معاناة جديدة وهي التعليم، حيث لم أجد مركزاً أو مدرسة تستطيع تعليمه، فاضطررت لأن أدعه عند أحد أقاربي في مركز متواضع في مدينة تبوك».