أوضحت رئيسة جمعية التوحد بالمملكة الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل أن عدد المصابين بالتوحد في السعودية 250 ألف مصاب، وفقاً للإحصائية التي أعدتها جامعة الملك سعود بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والتي تتماشى مع الإحصائية العالمية أنه في كل 100شخص يوجد طفل مصاب بالتوحد. وذكرت في تصريح خاص إلى "الوطن" أن عدد المصابين بالتوحد الذين يتلقون العلاج والتأهيل خارج الوطن 8400 مصاب، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة من المصابين فوق سن 15 عاما، و الذين لم يتم تدريبهم ولا تأهيلهم، وأن من بينهم أحد أبنائها الذي يتلقى التأهيل بالكويت، والذي اعتبرت إصابته بالتوحد دافعاً لقيامها بإنشاء جمعية التوحد حتى يتوفر لهذه الفئة من أبناء المملكة جهة رسمية تهتم بهم وتساعدهم وتشخص حالتهم المرضية. وأوضحت الأميرة سميرة الفيصل أن اكتشاف إعاقة التوحد في المملكة يكون بعد ملاحظة الأسرة وجود اضطرابات معينة لدى أحد أبنائها، وفي هذه الحالة، فإن كثيرا من الأسر تبدأ بالبحث عن التشخيص خارج المملكة. ومن أجل ذلك،" فقد سعيت لإيجاد مراكز للتشخيص بداخل المملكة، والحمد لله تم ذلك، وقد كانت البداية بإيجاد عيادة صغيرة للتشخيص في المستشفى التخصصي، حيث بُدئ اكتشاف حالات التوحد إلى أن أصبح هناك عدة جهات متخصصة وقادرة على تشخيص هذه الحالة المرضية بشكل صحيح وعلمي". وأشارت الفيصل إلى أن المؤسسات المتخصصة بتقديم الرعاية لأطفال التوحد لا تزال لا تفي بالغرض المطلوب منها إلى الآن، معتبرة أن الأبحاث لم تصل إلى ماهية مسببات مرض التوحد الذي اعتبرته جوهر اللغز المحير، على الرغم من مناقشة العديد من المسببات مثل التطعيم الثلاثي والوراثة واضطراب التمثيل الغذائي. كما اعتبرت أن الجهود المبذولة في مكافحة التوحد والوقاية منه لا توازي المشكلة نفسها كون الخدمات المقدمة لا تخدم سوى1%، وأن وزارة الشؤون الاجتماعية تصرف لمصاب التوحد مع إعاقة مزدوجة 20 ألف ريال فقط ، بينما تكلفة تدريب وتأهيل المصاب بالتوحد لا تقل عن 100 ألف ريال سنوياً، إضافة إلى ندرة المتخصصين وعدم إيجاد بيئة مناسبة في المجتمع. مضيفة أن المعونات التي يتم تقديمها لأسر التوحديين لا تكفي، فهناك من الأسر من لديها خمسة أطفال مصابين بالتوحد، وهناك من لديها أربعة وأخرى لديها ثلاثة أطفال. وطالبت الفيصل بأن يتم صرف الإعانات من الدولة للمراكز التي تخدم الأطفال على حسب إمكاناتها لتكون هناك منافسة بين المراكز لتقديم أفضل الخدمات، وأن تشرف وزارة الشؤون الاجتماعية على هذه المراكز كما هو معمول به في الكويت وقطر. كما اعتبرت الفيصل عملية دمج المصابين بالتوحد في المملكة عملية غير ناجحة وأنها من الممكن أن تكون سلبية على ذوي الاحتياجات الخاصة لعدم إيجاد البيئة المناسبة للدمج وغياب المتخصصين مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنه يجب في البداية توعية المجتمع بتقبل المصاب والاعتراف بأن ذلك قضاء وقدر، وأن يتقبلهم المجتمع حتى تستطيع الأسرة أن تدمج أبناءها. وأكدت أن الجمعية تسعى لدمجهم مع المجتمع من خلال عدد من المناشط التي تقدمها من خلال المجمعات والمولات والمراكز بمشاركة بعض الشخصيات المحبوبة للأطفال من ممثلين ولاعبين في رياضة كرة القدم، وكذلك من خلال إطلاق موقع إلكتروني باسم صديق التوحد (www.au-fr.com). مشيرة إلى أن من أهداف الجمعية التي تسعى إلى تحقيقها التسريع بتفعيل المشروع الوطني للتوحد الذي اعتمد من قبل المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز والذي ينص على إيجاد مراكز متخصصة للتشخيص والمتابعة في جميع مناطق المملكة في القرية قبل المدينة، وذلك من خلال المقابلات التي تمت مع وزير التربية والتعليم ووزير الشؤون الاجتماعية ووزير الصحة. واعتبرت أن ما يشغلها هو مصير الشاب التوحدي الذي ليس لديه مستقبل، خصوصاً بعد وفاة والديه ومعاناة الأسر في عدم وجود خدمات مناسبة لذوي التوحد. وأنها تسعى إلى تفعيل البرامج التي تهدف إلى تدريب الأسر وتأهيل المصابين بالتوحد داخل المنشآت والتدخل المبكر وتوعية المجتمع وتوفير أماكن وفرص العمل لذوي التوحد وفق قدراتهم، بحيث لا تشكل خطرا أو تهديدا لحياتهم مع المتابعة اللصيقة من قبل الجهات المعنية لحالة التوحدي طوال فترة عملهم. كما أوضحت الفيصل أنها تسعى إلى تحقيق طموحها من خلال الجمعية بأن يصبح كل بيت مدرسة للطفل. ودعت الفيصل المؤسسات الخيرية الاجتماعية إلى تبني البرامج التى تهدف لها الجمعية، وأن تحظى الجمعية بالدعم المادي والمعنوي من سيدات ورجال الأعمال، مؤكدة أن الجمعية لم تتلق الدعم الحقيقي من رجال الأعمال حتى الآن وأن الجمعية تسعى لإيجاد وقف خيري، وسيكون تفعيل هذا البرنامج في الحفل الخيري الذي سيقام العام القادم تحت رعاية أمير منطقة الرياض.