جدة – محمد النغيص أمانة جدة تغض النظر عن بسطات السوق العشوائية. يشهد «سوق اليمنيين» جنوبي محافظة جدة، إقبالا كبيرا من قبل الأهالي الذين يفضلون تناول الوجبات الشعبية؛ حيث يضم السوق العديد من المنتوجات والأكلات التقليدية اليمنية، بينما يفتقر السوق في الوقت نفسه إلى أبسط مقومات التنظيم والنظافة. وعلى الرغم من انتشار بعض المنتوجات والأطعمة غير المصرحة للبيع، ودخولها إلى المملكة بطريقة غير شرعية، إضافة إلى عرض وترويج العديد من الأطعمة مجهولة المصدر وطريقة الإعداد، إلا أن كل ذلك يقابله تغاضي المقبلين على هذا السوق، ويلقى رواجا كبيرا بين الزوار والمتسوقين. ويعرف سوق اليمنيين أو «سوق اليُمَنة» وفقا للهجة المحلية الدارجة، بانتشار بسطات الباعة من الجالية اليمنية الذين استوطنوا المكان منذ أكثر من أربعين عاما، بعضهم مقيمون نظاميون وآخرون مخالفون أو متسللون، والذين يبسطون نفوذهم في أغلب زوايا السوق، يقابلهم عدد قليل من الباعة المتجولين من أجناس أخرى، كالأفارقة والآسيويين. وقال محمد بخيت، وهو من قدامى البائعين في السوق، إن الموقع كان يمثل في السابق مكانا لالتقاء الأصدقاء ومكانا لتبادل السلع والمعروضات ومختلف أنواع الأطعمة الشعبية، مؤكدا أن الأكلات الشعبية اليمنية جميعها أطعمة صحية وتشهد إقبالا من قبل الأهالي من مختلف الجنسيات. وأوضح أن جميع المحلات الموجودة في السوق مصرحة من قبل البلدية، لافتا إلى أن هناك بسطات عشوائية وباعة متجولين مخالفين، وعلى الرغم من تنظيمهم في الموقع إلا أنهم يمثلون باعة مجهولي الهوية ويعرضون منتوجات وأطعمة مجهولة المصدر، مشيرا إلى أن هؤلاء المخالفين يلوذون بالفرار عند حضور أول فرقة تفتيش من قبل البلدية، وسرعان ما يعودون إلى مواقعهم لممارسة أعمالهم بعد مغادرتها، معتبرا أنهم بذلك يبحثون عن لقمة عيشهم.وأشار بخيت إلى أن يوم الجمعة يشهد إقبالا كبيرا على السوق، خصوصا عقب الصلاة؛ حيث إن المتسوقين يتوافدون من جميع أنحاء المحافظة وخارجها، ويتزاحمون على محلات بيع الأطعمة اليمنية التقليدية. وأضاف أن الباعة في السوق يتوارثون مواقعهم منذ زمن طويل، ولا يستطيع بائع أن يأخذ موقع بائع آخر ولو كان يبيع فيه بصورة غير نظامية، حيث إن مواقعهم أصبحت محفوظة لدى جميع الباعة والمتسوقين على السواء. وأوضح كبير الجزارين في سوق «اليُمَنة» ويدعى (أبو علي)، الذي يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من خمسين عاما، أن السوق عرف أيضا ب (سوق الرحمة) لما تشهده العلاقة بين الباعة والمشترين، مشيرا إلى أن بعض المحتاجين حين يحضرون إلى السوق ويريدون الحصول على بضاعة دون أن يكونوا يملكون مالا مقابلها، فإن الباعة يقدمون لهم ما يريدون بلا مقابل، وقال «هذه عادة عرفت في السوق، قلما نشاهدها في الأسواق الأخرى». من ناحية ثانية، قال «العم علي»، أحد كبار الباعة في السوق، إن سوق اليمنيين يعد من أكثر الأسواق الشعبية إقبالا من قبل أهالي جدة، خصوصا يومي الخميس والجمعة، مشيرا إلى أنه يملك العديد من المطاعم داخل السوق ويشرف عليها أبناؤه وأحفاده بشكل مباشر، فيما يتوجه إلى السوق يوميا لتفقد أحوالهم ورصد احتياجاتهم، والجلوس إلى أصدقائه وأنداده من الباعة القدامى في السوق. من جهته، أوضح مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة المهندس مصطفى قربان، أن الأمانة لا تستطيع العمل على إزالة أو منع البسطات العشوائية في سوق اليمنيين، على الرغم من مخالفة أصحابها للأنظمة واللوائح، مبررا ذلك بالإقبال الكبير عليهم من قبل الأهالي وما تلاقيه معروضاتهم من رواج كبير بين المتسوقين منذ زمن طويل. العم علي يسترجع ذكريات خمسين عاماً في السوق .. وفي طريقه لتفقد أحد مطاعمه بمساعدة أحد الباعة امرأة إفريقية تبيع «القورو» علنا في ناحية السوق جانب من البسطات العشوائية في سوق اليمنيين بجدة