انتشرت بسطات الباعة المخالفين في طرقات سوق اليمن الشعبي جنوبجدة، وامتدت لتطال الشوارع الرئيسة المجاورة، وتعج بمعروضات مختلفة من الأواني والبهارات والأطعمة الشعبية المكشوفة غير الخاضعة للرقابة الصحية إضافة إلى انتشار بائعات "القورو" الأفريقيات في أطراف السوق. وعلى الرغم من تاريخية هذا السوق الذي يعد من تراث جدة، إلا أن بائعين ومتسوقين التقتهم "الوطن" شكوا مزاحمة هذه البسطات للمحلات النظامية، بل إنها تتسبب أيضا في مزاحمة مركبات عابري الطرق، مما أثر سلبا على حركة الشراء في هذا السوق الأثري. بائع الفل عبد الإله مجيد، أمضى نحو 10 أعوام في سوق اليمن، سرد ل"الوطن" تاريخ السوق باعتبار أنه من الأسواق القديمة في جدة وله شهرة واسعة عند السعوديين والوافدين ممن يرغبون في الحصول على أجود أنواع المعروضات التي لا توجد في الأسواق الأخرى. يقول مجيد "يرجع تاريخ السوق إلى أكثر من 80 عاما، ويضم السوق محلات شعبية شهيرة، وأنه على الرغم من أن البسطات العشوائية من قبل السيدات الوافدات اللاتي يعرضن أصنافا عدة من الأطعمة كالخمير والدخن والبر واللحوح من الأكلات اليمنية الشهيرة أعطت السوق شعبية إضافية، إلا أن هذه البسطات انتشرت بشكل كبير حتى أصبحت تشكل عبئا على العاملين في السوق وقاصديه. وعلى الجانب الآخر يجلس البائع مصطفى أمين أمام محله الصغير، وهو من الجنسية اليمنية، بائع للبهارات الذي أشار بأنه يقوم بجلب أنواع عدة من البهارات لعرضها في السوق، حيث تتنوع طلبات ربات المنازل للحصول على أجود، لذلك نحرص على انتقائها من أجود الأنواع، شاكيا من مضايقة البسطات العشوائية لحركة البيع والتسوق في هذا السوق. وتساءل عن غياب الرقابة لمثل هذه البسطات العشوائية والعمالة المخالفة التي تمتهن البيع، وعن برامج تطوير هذا السوق الذي لا يقل أهمية عن الأسواق الشعبية المجاوة مثل باب شريف، سوق الندى، وباب مكة التي طالها التطوير في محلاتها كافة. وفي ناحية أخرى من السوق تنتشر بائعات الحناء اليمنيات اللاتي يتخذن من ممرات السوق الخارجية مكانا لهن لعرض بضائعهن، حيث يتجاوز سعر الكيس الذي يزن 30 كيلو 110 ريالات، إلى جانب البخور العدني والخلطات المختلفة من الكريمات. كما أن الباحث عن المجسمات التراثية يجد مطلبه بين محلات بيع المجسمات والأواني الشعبية، حبث يقول بائع الأواني الفخارية الذي أمضى نحو 14 عاما في هذا المجال، سعيد فهيم: "نقوم بصنع مجسمات البيوت اليمنية القديمة ونعتمد على نوع معين من الطين في تشكيل هذه المجسمات، ووضعها في أفران بدرجة حرارة معينة حتى يتم إخراجها بأشكال تجذب أنظار الزائرين وبأسعار بمتناول الجميع، وإلى جانب عرض الأواني الفخارية توجد المغشات، والشوب، والقدح فجميعها من الأواني التي تعرف لدى القدماء من أهالي البلد وتستخدم في أعداد الأطعمة الشعبية، شاكيا من مضايقات العمالة الوافدة والبسطات العشوائية. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين، أن دوريات الجوازات دائما تركز على العمالة المخالفة لنظام الإقامة، عن طريق الفرق الميدانية التي تقوم بضبط هؤلاء والقضاء على هذه الظاهرة المخالفة، موضحا أن هناك سعوديين يقومون بالتستر على العمالة المخالفة وهولاء يعرضون أنفسهم للعقاب من قبل الجهات المسؤولية، وأضاف عند القبض على هذه العمالة يتم اتخاذ الإجراءات معهم ثم ترحيلهم عن طريق إدارة الترحيل التابعة لجوازات جدة. وأوضح المتحدث الرسمي لشرطة جدة العميد مسفر الجعيد وجود حملات بالتعاون مع الجهات الأخرى كالجوازات والبحث الجنائي في مداهمة الأحياء العشوائية، وأن مختلف الأحياء والأسواق الشعبية تجد اهتماما من شرطة جدة عبر دورياتها الأمنية ودوريات البحث الجنائي، إلى جانب حملات أمنية يومية من قبل الضبط الإداري بشرطة جدة، بخلاف الحملات التى يشارك بها عدد من الجهات الحكومية كالجوازات والأمانة.