شارك مجموعة من الأطفال في فعاليات البناء بالطين على الطرق القديمة في معرض التراث العمراني، الذي نظم ضمن فعاليات ملتقى التراث العمراني الوطني في المنطقة الشرقية. وشهدت فعاليات المعرض، التي اختتمت أمس في مجمع الراشد التجاري في الخبر، إقبالا من الزوار، الذين اطلعوا خلال زيارتهم على قصة العمران في المملكة العربية السعودية. واستمتع الرجال والنساء بالأهازيج الشعبية في المعرض، ومشاهدة فعاليات النحت على الخشب، فيما استمتع الأطفال بتجربة البناء بالطين والتعرف على طرق البناء القديم بالطين، والتلوين في الركن الخاص بذلك. وقالت رئيسة الفريق التطوعي المشارك في تنظيم المعرض، فاطمة البخيت، إن المعرض شهد إقبالا واسعا من الجنسين، مضيفة أن عدد المتطوعين المشاركين في تنظيم المعرض بلغ 45 متطوعا بينهم 25 متطوعة، موضحة أنهم يشاركون في التنظيم وتقديم الشرح ونبذة عن جميع أقسام المعرض للزوار. ويشارك أحمد فرج، القادم من أملج، في ركن البناء ب»جريد» النخيل، وقال إن استخدام «الجريد» في بناء البيوت قديما، كان من أجل الهروب من حر الصيف، مشيرا إلى أن غرف «العريش»، التي يستخدم الجريد في بنائها، تحتفظ بالبرودة. ويشتمل المعرض على ركن للبناء بالحجر. وأوضح محمد عبدالله، وهو أحد المشاركين في هذا الركن، ويعرض طريقة البناء في منطقة الباحة سابقا، أن هذه البيوت تبنى بالأحجار بعد تكسيرها، إضافة إلى استخدام خشب «العرعر» لعمل الأبواب والنوافذ. وأشار عبدالله إلى أن البناء آنذاك يحتاج استخدام أحجار تستخرج من قرية ذي عين في الباحة، وتسمى عملية استخراج الحجر ب»المقلع» أو «التقليع»، لافتا إلى أن بداية بناء البيت تبدأ بما يسمى «الربط»، حيث توضع حجارة بمقاسات كبيرة على عمق ذراع من سطح الأرض، ثم على مستوى سطح الأرض ينطلق البناء. وأوضح أن بناء بيت كامل، مساحته 500 متر مربع، كان يستغرق من شهرين إلى أربعة أشهر، مبينا أن البناء بالحجر يتميز بأنه قوي، ويستمر لسنوات طويلة محافظا على بقائه، كما أنه يكون دافئا في فصل الشتاء، وباردا في الصيف، بسبب سمك الجدار، الذي يصل إلى متر. وأعرب عدد من الزوار العرب للمعرض عن سعادتهم بما شاهدوه في المعرض. وقال هيثم الأمير، من سورية، إن أكثر ما شد انتباهه هو التراث القديم، خصوصا البناء ب»الجريد»، والبناء ب»اللبن»، مشيرا إلى أنه سعد بتعرفه على التراث القديم للمملكة. أما المهندس زياد نجار، وهو مقيم لبناني في المملكة، فقال إنه لأول مرة يشاهد معرضا «بهذه الطريقة الجميلة»، مشيرا إلى ما شاهده في المعرض وقدم موجزا مختصرا عن أنماط العمارة الموجودة في المملكة، موضحا أن الفرق بينها شاسع، نتيجة لطبيعة المنطقة والمواد المتوفرة في كل منها.