انطلقت مساء البارحة فعاليات مهرجان التراث العمراني الذي يمثل مناطق المملكة وبدأت عملية بناء المنازل بمركز رد سي مول جدة وقد وقفت صحيفة “الوئام” على بدء عملية التشييد والبناء منذ اللحظة الأولى لانطلاق الفعالية ورصدت عدستها لحظة بناء المنازل التراثية القديمة التي تعبر عن تراث الآباء والأجداد لمعظم مناطق المملكة. وقد التقت الصحيفة مع الحرفي البناء “عبدالله عيسى عبدالله الغامدي من بني ضبيان” وهو يمثل منطقة الباحةبجنوب المملكة أثناء بنائه لمنزل تراثي قديم بالحجارة، يقول: أحببت مهنة البناء وبنيت العديد من المنازل والحصون وتعلمتها منذ الصغر مع حرفيي البناء بمنطقة الجنوببالباحة ولازلت حتى الآن أمارس مهنة البناء وأنا سعيد بذلك وشاركت بمهرجان الرياض وحصلت على العديد من الجوائز وشهادات التكريم، وأشكر الهيئة العامة للسياحة والآثار فلقد قدمت لنا كل ما نريد. وأكمل “أنا ولله الحمد أجيد حرفة التطريز وشاركت بمهرجان الجنادرية منذ 25سنة وأضاف بالنسبة للأبواب والشبابيك فهي من أشجار العرعر ونقوم بنقشها وزخرفتها ونضع في أعلى المنزل حجارة المرو وغالباً ماتكون بالقرب من الشبابيك وكذلك في نهاية البناء بأعلى الحصن وتحدث عن المرزح والفلكة والسواري وهذه جميعها يتم وضعها بوسط المنزل ويطلق عليها ” الزافر” ويعتمد عليها في رفع سقف المنزل وبالنسبة للحجارة التي تبنى بنها المنازل فهي من تهامة ويتم اختيارها بعناية. كما تحدث محمد سالم عبدالله الغامدي وهو حرفي بنقش النوافذ والأبواب ولديه مشاركات داخلية وخارجية وشارك بمهرجان الجنادرية وسوق عكاظ وتعلم حرفة النقش من والده. بعد ذلك انتقلت الصحيفة إلى المنطقة الشرقية لمنزل يمثل منطقة الإحساء مع الحرفي حسين علي بن صالح وقد انتهى من بناء المنزل التراثي يقول لازال الأهالي يحرصون على بناء هذه المنازل التراثية من أجل المحافظة على هذا التراث وحتى يشاهد هذا الجيل كيف كانت منازل آباءهم وأجدادهم بدايتي كنت عامل بعد ذلك التحقت بالبناية وتعلمت هذه الحرفة منذ 35سنة ولازلت أقوم ببناء هذه المنازل وأهل الخليج يحبون التراث والآن بالذات في اهتمام كبير ببناء المنازل التراثية القديمة ولذلك ارتفعت تكلفة البناء نظراً للإقبال المتزايد عليه. وانتقلت إلى المنطقة الشمالية ” لمشاهدة بناء منزل يعبر عن التراث العمراني لأهالي مدينة حائل والتقينا مع المشرف على قسم حائل الأستاذ عبدالله عبدالعزيز الخزام، وقال: منطقة حائل منطقة كبيرة ولذلك عملية البناء تختلف من منطقة لأخرى فهناك مناطق تستخدم الحجر والطين مثل أهل الجنوب بالمملكة ومناطق تستخدم اللبن والطين وهو يخمر من عشره إلى خمسة عشر يوم. وقال يتميز أهالي حائل بوجود الأبراج الدائرية وكذلك البخوش نحن بحائل تكون على شكل دائري وهذا يختلف عن نجد والقصيم والآن أهالي حائل يهتمون ببناء هذه المنازل ولدينا حالياً مشروع بتكلفة مليون ريال من أجل إعادة بناء وترميم قرية الغزالة وهي تقع جنوب حائل وتبعد80 كلم على طريق المدينة تم الانتهاء الآن من المسجد والساحة الخارجية، وكذلك صور الإمام تركي الذي يحيط بالقرية التراثية والهيئة العامة للسياحة والآثار تهتم بهذا التراث الجميل وتحدث النوافذ والأبواب وقال هي من شجر الأثل وتقص بفصل الشتاء. بعد ذلك انتقلنا إلى وسط المملكة وإلى منزل تراثي آخر يمثل منطقة القصيم ومع حرفي يمثل تراث هذه المنطقة ” إبراهيم صالح الحمدان ” من عنيزه حيث قال: بالطين واللبن يتم بناء المنازل ونعمل على زخرفته بطريقه فنية تخص تراث أهل القصيم ونهتم ببناء الحسو بجانب البيت وكذلك نعمل الشرف ونوافذ مراقبة تسمى ” توتاله” وكذلك نعمل ” كلال ” وهي لنشر الملابس فوق سطح المنزل وعن تخمير الطين واللبن يقول يستمر لمدة شهرين وهو ضد السيل بمشيئة الله تعالى ولونه أسود ويسمى ” الياق ” وهناك نوع آخر عادي ويختلف في لونه ويأخذ اللون الأحمر ويتم تخميره لمدة أسبوعين فقط. وبالنسبة للأبواب والنوافذ فهي من شجر الأثل وكذلك هناك أخشاب تأتي من الغربية وتعرف بالخشب البحري .بعد ذلك انتقلنا إلى منزل تراثي يمثل محافظة أملج مع الحرفي ” أحمد محمد حسن الجهني” يقول تعلمت حرفة البناء من والدي رحمة الله عليه وعمري10سنوات وبالنسبة لمواد البناء يقول نحن نستخدم ” الدومر “ حيث نقوم بإستخراجه من البحرونستفيد منه في عملية البناء وكذلك يتم حرقه واستخراج مادة الجبس والنورة وحجر الدومر يعطي المنزل الدفء في فصل الشتاء وبروده في الصيف، وبالنسبة للطين فيؤخذ من منطقة الدغيبج وهي منطقة قريبة من أملج وأما السقف فيتم تغطيته بجذوع النخل بعد تشقيره.