كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، في تصريح ل»الشرق»، عن السعي لتأسيس مشروع متحف خاص بالمنطقة الشرقية. وقال «خطتنا وسياستنا تقوم على أن نُبقي آثار كل منطقة في منطقتها، لذلك نحن بصدد إنشاء 11 متحفا جديدا في المناطق، ستحوي تاريخ وتراث هذه المناطق، وسنعيد آثار المنطقة الشرقية إلى المنطقة الشرقية». وفي رده على سؤال ل»الشرق» حول مصير الآثار التي اكتشفت في حي الراكة، وعلاقة أرمكو السعودية بها، قال رئيس الهيئة إن «الآثار الموجودة لدى بعض المؤسسات، تعتبر آثارا وطنية مملوكة للدولة، ونحن نعيرها لهذه الجهات، وأرامكو لديها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي، وسيكون لديها متحف أثري مهم جدا، وسنساعدها بقطع أثرية». وأشاد رئيس الهيئة بمبادرة مجمع الراشد في إقامة القيصرية، التي تحاكي مدينة تراثية مصغرة، موضحا أنها «مبادرة رائدة… وقد أسعدني ما سمعته من إدارة المجمع أن الإقبال الأكثر على الاستئجار هو في موقع القيصرية، وهذا دليل على أن حركة استعادة التراث قد بدأت من الناس أنفسهم، وليس من الهيئة العامة للسياحة، ما يعني أن هناك وعيا بالتراث العظيم والقديم، الذي تُرك لمدة طويلة، وهو مصدر خير ومصدر رزق واعتزاز». جاء ذلك خلال افتتاحة فعاليات ملتقى التراث العمراني في قيصرية مجمع الراشد. وبدأ الأمير جولته بالاطلاع على دكاكين الحرف اليدوية القديمة، والاستماع إلى شرح مفصل عن كل مهنة، ولفت انتباهه وجود ركن مخصص لرسومات الأطفال حيث تبادل الحديث معهم، وطلب التقاط صور معهم. وتميزت الفعاليات بالحضور الكبير من شخصيات المنطقة الشرقية، وفوجئ زوار المجمع بوجود المعرض، ودفعهم الفضول إلى التجول فيه، وإلقاء نظرة على المهن القديمة، ومنها مهنة بناء بيوت الطين، والنحات، والخواص، وصناعة المشالح «البشوت»، وغالبية الحرف الأحسائية القديمة، إضافة إلى حرف يدوية أخرى من مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة. وقال سعود الرشيدي، أحد زوار المجمع، «كنا نتجول في المجمع، وجذبنا المعرض، وقمنا بجولة على المهن القديمة الخاصة بمناطق أخرى من المملكة… لا نعرف عن تراثنا إلا بعض الأماكن التي تحاكي القرى الشعبية، ولا تقام معارض عن تراث الوطن. أرامكو تقيم معارض عن التراث في بعض مناسباتها». وأضاف: «قليلا ما يهتم الناس بالتراث، ومعلوماتهم شحيحة، ومهرجان الجنادرية هو الوحيد الذي يُحيي التراث في المملكة، ونحرص على زيارته مع أطفالنا كل عام». وتشتمل الفعاليات في المجمع على ركن الأطفال «لوّن مع التراث»، وأوضحت المشرفة المتطوعة على الركن، نورة الهاشم، أن الهدف منه «توعية الأطفال بالتراث العمراني التاريخي في مناطق المملكة، حيث نعطيهم كتيبا يضم المعالم التراثية للمملكة، ونشجعهم على الرسم والتلوين لترسخ المعلومات في أذهانهم، والفائدة من ذلك هو نقل المعلومة بطريقة جذابة وإبداعية». من جانبها، رأت منيرة الأشقر، صاحبة معرض تحف تراثية في القيصرية، أنه لا يوجد هناك اهتمام كافٍ بالتراث في المملكة، كما «لا يوجد وعي من الناس»، بهذا الجانب، مرجعة السبب في ذلك إلى عدم وجود «تشجيعٍ أو متاحف أو معارض تنمّي التراث، وتوعي الناس والشباب خاصة». وقالت إن المهتمين بالتراث والمهن التراثية اختفوا، دون أن يعلِّموا أبناءهم ويشجعوهم على اتخاذ المهن التراثية هوايةً، يمكن أن تُصقل فيما بعد وتحيا مجددا، مشيرة إلى أن معارضها، التي شاركت بها في الخارج، لقيت إقبالا وفضولا لمعرفة تراث المملكة، لافتة إلى أنها رأت أن الاهتمام بالتراث في الخارج أكبر منه في داخل المملكة. الماضي والحاضر في الأجنحة المشاركة في قيصرية الراشد (تصوير: ناصر العليان) العارضون أثناء وجودهم في افتتاح قيصرية الراشد