مصير في المطار ، في صالة الانتظار .. في الركن الأيمن هناك .. تعالى صراخها .. فتاة يافعة بدت كمن لايشتكي من علة ! لاتتحدث .. تصرخ فقط ..! أمها تحاول أخذها إلى خارج المكان ، ومن هنا بدأ صراخها .. استمرت على هذه الحال وسط ذهول من حولها .. تصرخ وتضرب الأرض بيدها .. استماتت والدتها محاولة إخراجها ؛ فرحلتهما حان موعدها… لم تجد تلك المحاولات.. حضر والدها حملها… ساروا بعيدا … ومازال صراخها حاضرا.. ومازال صوتها يزورني كل مساء! ويل قتلوني .. قطعوني .. مزقوني .. هؤلاء المساكين دفنوا أشلائي كل جزء في مدينة.. غمروني بالتراب مفرقا .. حتى أكون عبرة لعيون خائفة وقلوب ترفض الحياة!! نسوا أمري .. كانت السماء كريمة .. كانت الأرض رحيمة.. امتزجت بأصلي وكل جزء مني اكتمل…! وعدت في كل مدينة ، وخرجت من كل مدينة لأصب عليهم لعنة الحرية !! لاعودة قال لها : هل نسيت كل مابيننا بهذه السهولة ؟ نسيتني !؟ ردت : بل بصعوبة .. والأشياء التي تغادرنا بصعوبة لاتعود !! جبلان من حب عرفوا بأمرهما ..! استنكروا اللقاء .. نددوا بالنظرات والنبضات .. أمسكوا بهما .. قال : أحبها ؛ فقطعوا لسانه ! هرعت إليه .. صوبوا إلى قلبها السهام …! قتلوهما على مرأى ومسمع من هذا الكون الصامت … وضعوا جثة كل منهما على جبل أبعد مايكون عن الآخر .. نكاية بهما .. نكاية بالحب …. مازلنا نسمع أنينا وغناء حزينا كل ليلة …!