لتعليقات قراء «الشرق» نكهة خاصة تجعلها جزءاً حيوياً من محتوى الصحيفة، إذ تغلب عليهم المشاكسة في كثير من الأحيان مضيفين ذائقة حوارية للموضوع أو المقال خصوصاً عتاولتهم مثل دعشوش وحسن الغامدي وأبو الفضل القونوي وبنتك ياسمي النبي وغيرهم كثر، الحاضرين بشكل ثابت ونشط في كثير من الأحيان. بعض الكتّاب استثمروا خاصية مشاركتهم في التعليق فتفاعلوا مع القراء لعل أبرزهم وأولهم عبدالرحيم الميرابي وعبدالرحمن الواصل وأحمد الحربي والزميل خالد الأنشاصي بحيث تستحيل صفحة التعليقات إلى منتدى حواري في حال خلوها من عبارات الشكر وتبادل المجاملات. في جسد الصحيفة تنهض صفحة «مداولات» متميزة بانتقاء مشاركات جذابة تنبئ أن بعض أصحابها هم أقرب إلى الكتابة الاحترافية ومؤهلون لدخولها بقوة. الدافع إلى الإشارة لذلك هو أن صفحات البريد لاتقل قيمة عن صفحات الرأي فيها مع اختلاف أن كتاب الرأي معتمدون من قبل الصحيفة بينما كتاب البريد مشاركون غير منتظمين ولذلك يوكل أمر هذه الصفحة إلى محررين محترفين تقديراً لقيمة هذه المشاركات ونوعيتها، وتفرد لها مساحة بارزة تأكيداً للأهمية والاحتفاء، كما أنها تصبح منطقة اصطياد لكتاب جدد لايمكن اكتشاف قدراتهم إلا عبر هذه الحيلة ولعل أشهر صحيفتين اهتمتا بصفحات البريد بشكل رفع قيمتها هما «الأهرام» و»الحياة» ثم أدركتهما الوليدة «الشرق» بإضافة التفاعلية في الحوار بين الكاتب وقرائه لتفتح نافذة تواصل كانت مغلقة سابقاً. المهم أن يعرف المعلق أن هذه النافذة قد تكون بوابة للكتابة أو تمريناً عليها إن أراد الخروج من شرنقة التعليقات إلى مسرح الكتابة الرحب.