كتاب مثير للاشمئزاز بعنوان «نبي الموت» يتم تداوله في أوساط اليمين المسيحي المتعصب والمنظمات اليهودية في أمريكا.. وهو بكامله هجوم متواصل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبأعنف وأقذر ما يحمله القاموس من مفردات، فهو يتهم الرسول بأنه إرهابي، وقاتل، ولص، ومغتصب جنسي.. وغير ذلك من الاتهامات التي يقشعر لها البدن. مؤلف الكتاب اسمه «كريج وين»، وله كتب اخرى يهاجم فيها الإسلام، منها كتاب TEA WITH TERRORISTS. ولم أكن لأتحدث عن هذا الكتاب المعروض منذ بعض الوقت على الإنترنت لولا الاستعراض الذي كتبه مؤخراً الأستاذ خالد الأنشاصي بجريدة الوطن عن الكتاب وذكر فيه أن أكثر من 124 ألف مسلم شنوا حملة على دار «أمازون» الأمريكية بسبب توزيعها للكتاب. فالمشكلة، في تقديري، أكبر من بيع الكتاب من قِبل دار «أمازون» التي تبيع الكتب عن طريق الإنترنت لأن الكتاب معروض مجاناً في الإنترنت ويمكن قراءته، ضمن كتب ومقالات ومعلومات تقطر سماً زعافاً ضد الإسلام والرسول والقرآن في مواقع للمؤلف. والكتاب معروض بالإنجليزية والفرنسية، ومن المرجح أن يتم ترجمته قريباً إلى لغات اخرى. إن موقع المؤلف في الإنترنت، وما يعج به من كتابات ومراسلات ومعلومات يكشف أن المسألة تتجاوز كتاباً واحداً لمؤلف واحد. فمن الواضح أن هناك حملة منظمة يشترك فيها اليمين المسيحي والمنظمات اليهودية في أمريكا ليس فقط لتشويه صورة الإسلام لدى غير المسلمين وانما أيضاً لتشكيك المسلمين في دينهم من خلال تصوير الرسول، عليه السلام، بشكل لا يليق بأي إنسان فضلاً عن رسول يحمل رسالة دينية من الله!. من ضمن صفحات الموقع صفحة بعنوان GET INVOLVED وهي تحرض قراء الموقع على الكتابة إلى ممثليهم في الكونغرس وفي أجهزة الحكومة وإيصال المعلومات التي يحتوي عليها الكتاب.. وكذلك تحرضهم على توزيع نسخ من الكتاب على المكتبات والمجلات والجرائد ومحطات الراديو والتلفزيون. كما تطلب منهم إقامة ندوات وورش عمل لمناقشة الكتاب، وترجمته إلى أي لغة يعرفونها. وتوجد صفحة أخرى بعنوان MEDIA KIT تتضمن أسئلة مفترضة عن الإسلام والرسول والأجوبة عليها وذلك لمساعدة كل من يريد أن يتبنى موضوع الكتاب ويدخل في مناقشات حوله! وأول سؤال في القائمة هو: «لماذا تعتقد أن الإسلام مسؤول عن الإرهاب؟»، وسؤال آخر: «كيف يمكن أن يكون رأيك هذا عن الإسلام صحيحاً.. ومليار مسلم مخطئون؟».. إلى غير ذلك من الأسئلة. خطورة الكتاب هي أنه يستشهد بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث نبوية شريفة وبمراجع شهيرة مثل كتب الطبري وابن إسحاق وغيرهم.. لكنه يأخذ هذه النصوص خارج سياقها ويخدع به قرّاءه! وقد ينخدع بعض المسلمين ممن لا يملكون خلفية دينية ثقافية كافية. ولذلك، فإن تحصين الشباب المسلم ضد هذا الكتاب وأمثاله أصبحت ضرورة ملحة. إن هذا يتطلب تغيير الطريقة التي يخاطب بها الكتاب والوعاظ والأئمة والخطباء جمهور المسلمين. نحن في خطر كبير لأننا أمام هجمة مختلفة عما ألفناه.. فهل نرتقي إلى مستوى المواجهة أم نستمر كما نحن الآن!؟