أنهت الشرطة القضائية في الدارالبيضاء، تحقيقاتها مع أفراد «خلية الجهاد»، التي تم تفكيكها الأسبوع الماضي في عدد من المدن المغربية، حيث تمت إحالة 27 فردا منها، من ضمنهم مواطن من دولة مالي، إلى المحكمة. وبحسب المعطيات التي حصلت عليها «الشرق» فإن أفراد الخلية اتهموا «بتكوين عصابة إجرامية من أجل إعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام٬ وعدم التبليغ عن أفعال إرهابية٬ وتمويل الإرهاب عن طريق استعمال أموال لارتكاب فعل إرهابي٬ وإقناع الغير بارتكاب جريمة إرهابية٬ والانتماء إلى جماعة دينية محظورة٬ وعقد اجتماعات دون ترخيص». وكشفت مصادر «الشرق» أن التحقيقات أفضت إلى الوقوف على كنز من المعلومات لدى أفراد الشبكة الذين كانوا يجندون شباباً مغاربة لإرسالهم إلى الجهاد في منطقة الساحل، حيث ثبت تورط تنظيم القاعدة في عملية الاستقطاب، وتسخير إمكانات مادية مهمة، للنجاح في مسعاه، خاصة أن التخطيط كان يشمل القيام بعمليات إرهابية داخل المغرب بعد عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلادهم، وقد تلقوا تدريبات عسكرية وقتالية، في معسكرات خارجية. وأثبتت التحريات أن قياديي هذا التنظيم تمكنوا منذ أشهر٬ من إرسال أكثر من عشرين متطوعا مغربيا للجهاد في شمال مالي ضمن صفوف كلٍّ من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد غرب إفريقيا، حيث يخضعون لتدريبات عسكرية من أجل إشراكهم في عمليات إرهابية بالمنطقة. وبخصوص طرق تمويل هذه الشبكة٬ أكد البحث تورط عنصرين من هذه الخلية في تحويل مبالغ مالية مهمة من العملة الصعبة إلى الدرهم المغربي بالتواطؤ مع مواطن مالي حلَّ مؤخرا في المملكة بهدف تغطية مصاريف الالتحاق بشمال مالي٬ وألقي القبض عليه. وقامت الشبكة في بداية أنشطتها الإرهابية٬ بإرسال بعضٍ من عناصرها إلى ليبيا للتدريب كمحطة أولى قبل التحاقهم بالتنظيمين الإرهابيين سالفي الذكر في شمال مالي٬ ومن ثم الشروع في تجنيد المتطوعين من داخل التراب المغربي، وإرسالهم إلى منطقة الساحل بطريقة سرية عبر الحدود المغربية الجزائرية٬ وذلك بالتنسيق مع قياديي تنظيم القاعدة الذين يتولون تسهيل مرورهم إلى شمال مالي، وتزويدهم بمبالغ مالية، علما أن عناصر هذه الشبكة كانت على اتصال بمواطن مالي حلَّ مؤخرا في المغرب٬ وتم إلقاء القبض عليه في إطار هذه القضية، حيث أقام مدة من الزمن قبل أن يتم اختياره للعودة إلى المغرب في إطار مهمة تخريبية أوكلت إليه من طرف قياديي حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، كما كانت هذه الشبكة الإرهابية بصدد الإعداد لإرسال مقاتلين جدد إلى شمال مالي عبر الحدود المغربية الموريتانية بعد أن تمكنت من إرساء علاقات وطيدة مع عناصر متطرفة تنشط جنوب المملكة. يذكر أن أفراد الشبكة ينتمون إلى مدن متفرقة من البلاد كالدارالبيضاء كبرى مدن المغرب، والناضور وبركان وجرسيف والعيون وقلعة السراغنة وبني ملال وبركان.