تحولت قضية علاج طفل سعودي في ألمانيا يعاني من شلل رباعي، إلى أحد القصص المؤلمة التي يمكن أن يعانيها مواطن جراء رتابة الإجراءات والأنظمة وجمودها وخلوها من الهامش الإنساني في إحدى أهم الوزارات الخدمية في البلاد، حيث أثبتت معاناة الطفل عبدالرحمن صالح الحربي خللا في الآلية المتبعة لدى الهيئات الطبية والمكاتب الصحية في الخارج التابعة لوزارة الصحة، فعلى الرغم من حصول والد «عبدالرحمن» على الأمر السامي بعلاج ابنه في الخارج إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحمايتهم من الشرطة الألمانية التي دخلت يوما ما للمركز الذي يرقد فيه الطفل المعاق «عبدالرحمن» وأخرجته بالقوة بناء على أوامر أصدرتها الملحقية الصحية في ألمانيا – بحسب حديث والده ل»الشرق» – رغم حاجة الطفل الملحة للعلاج بعد استجابته له بشكل مؤقت، الأمر الذي دعى أقاربه أخيرا لإطلاق حملة لجمع التبرعات لتأمين تكاليف علاج عبدالرحمن في أحد المراكز الألمانية المتقدمة بعد أن تخلت عنه وزارة الصحة وطلبت عودته للسعودية رغم عدم استكماله مراحل العلاج. حادث دهس وبدأت معاناة الطفل عبدالرحمن بن صالح بن عبدالرحمن الحربي ابن الستة عشر ربيعا قبل عشر سنوات تقريبا حيث تعرض لحادث دهس سبّب له كسرا في الفخذ وضربة في الرأس والكبد، ليتأثر توازنه من ضربة الرأس ..ويبدأ والده رحلة البحث عن العلاج ، ليجده أخيرا في مركز متخصص بألمانيا. أمر سام وحصل والد عبدالرحمن على قرار أمر علاج إنفاذا للأمر السامي الكريم رقم 53712/ ب في 13/ 11 / 1432، الذى أوصى بإرسال المريض عبدالرحمن إلى ألمانيا للاستشارة والعلاج على نفقة الدولة وتأمين إركابه مع مرافقيه من جدة إلى بلد العلاج ألمانيا من قبل الهيئة الطبية في المدينةالمنورة. استجابة للعلاج واستطاع عبدالرحمن أن يستجيب للعلاج وهو الأمر الذي بعث الفرح والاطمئنان في قلب والده الذي يرافقه، حيث أكد المركز الألماني المختص بإعادة التأهيل لمرضى الأعصاب في تقرير طبي أن المريض يعاني من خلل حاد في التوتر العضلي تم تشخيصه للمرة الأولى في عام 2002، وكان بداية قد أصيب بخلل في حركة الساق اليسرى وانحراف أثناء السير، رغم عدم قدرته على السير دون مساعدة العكاز منذ عام 2007، قبل أن تنعدم قدرته على السير تماما في عام 2009، ونظرا لعدم تجاوب الأعراض مع العلاج فقد أجريت له عملية زرع منظومة الكترودات للتحفيز العميق «الاستثارة» لجانبي العقدة الشاحبة الباطنية في الدماغ، وذلك في تاريخ 6 / 7 / 2012 في قسم جراحة الأعصاب التابع لجامعة بون. جلسات تحفيزية وأشار المركز في تقريره إلى أن المريض الحربي يخضع داخل المركز لعلاج إعادة التأهيل العصبي الداخلي منذ يوم 11 / 7 / 2012، حيث تعقد جلسات تحفيزية منتظمة تجرى خلالها التجارب لاكتشاف أفضل معدلات التحفيز، مؤكدا أن مثل هذه الحالات تتطلب أشهرا عديدة لمعرفة معدلات التحفيز المثلى والتوليف، كاشفا أن علاج التحفيز أدى إلى تحسن قابلية القبض لديه، وكذلك استخدام الساعدين، غير أن وضعه ما يزال بحاجة لعدة أشهر إلى أن يتمكن المركز من إيجاد المعدلات المثلى لجهاز التحفيز. وأوصى التقرير الطبي الذي أعدة ثلاثة من أخصائيي المركز إلى ضرورة بقاء المريض الحربي داخله خاصة بعد مناقشة التدخل الجراحي للجنف الذي يعاني منه من قبل أخصائيي الجراحة حيث يحتمل أن تجرى له العملية بعد إتمام علاجه التأهيلي. الملحقية ترفض ولم يكتمل فرح والد عبدالرحمن بتحسن حالة ابنه، فعلى الرغم من حاجة ابنه الملحة لاستكمال علاجه في المركز الألماني المتخصص في إعادة تأهيل الأعصاب، إلا أن الملحقية الصحية التابعة لسفارة المملكة العربية السعودية في ألمانيا رفضت استمراره بقرار مفاجئ، حيث تلقى والده خطابا من الملحق الصحي في السفارة في ألمانيا والمشرف العام على أوروبا الدكتور خالد بن عبدالعزيز ياسين، يطلب فيه العودة إلى السعودية بناء على خطاب مدير عام الهيئات الطبية والمكاتب الصحية في الخارج الموصي بعودة المريض لاستكمال علاجه في الداخل، وحدد الخطاب تاريخ 2/ 5/ 2012 موعدا لإغلاق ملفه الطبي لدى الملحقية الصحية في برلين، ليتم تمديده لاحقا 23 يوما، قبل أن يتلقى والده أيضا خطابا إلحاقيا نهائيا من الملحق الصحي لإغلاق ملفه الصحي بشكل نهائي في موعد أقصاه 25 / 5 / 2012م. حملة شعبية وأمام ذلك، انطلقت حملات شعبية لجمع التبرعات في سبيل مساعدة والد عبدالرحمن لتحمل تكاليف ومصاريف علاج ابنه، حيث تستكمل هذه الأيام الإجراءات الرسمية لفتح حساب من إمارة القصيم لتقديم المساعدة والعون لعلاج عبدالرحمن، وناشد والده جميع أهل الخير والإحسان تقديم المساعدات المالية له خاصة بعدما أنهكته الديون والمصاريف طوال الفترة الماضية. صالح الحربي: رفضت عروضاً تنصيرية لعلاج ابني وقال والد الطفل «عبدالرحمن» ، صالح بن عبدالرحمن الحربي، في حديث ل»الشرق» من ألمانيا أنه في البداية تفاجأ من قرار الملحق الصحي ورفض الخروج من المركز لتُوعِز الملحقية الصحية في ألمانيا للشرطة بضرورة إخراجه مع ابنه بالقوة بتاريخ 1 / 6 / 2012 ، مضيفا: « تواصلت مع القنصل هناك ومدير الرعايا ووعودني بالوقوف معي بعد أن تخلت عني وزارة الصحة لكنهم في النهاية تعذروا بعدم الاختصاص وأن الأمر راجع للهيئات الطبية، ثم ذهبت لمصحة ألمانية ومنذ ذلك الوقت وأنا أنتظر الفرج ووقفة رجال الخير والإحسان بعدما دفعت أكثر من 600 ألف ريال طوال الفترة الماضية، ولم يعد لدي أي خيار سوى جمع التبرعات لعلاج ابني»، وعاد الحربي ليؤكد: « بعد ملاحظتي تحسن حالة ابني في المركز الألماني أيقنت أن البقاء في هذا المركز هو الخيار الأنسب لحالة ابني لكنني تفاجأت بالتخلي عنا من قبل وزارة الصحة بكل هذه البساطة، وقد عرفت فيما بعد من السعوديين في ألمانيا أن هذا القرار ليس مفاجئا، فمعظم المتعالجين هناك على نفقة الدولة يتم التعامل معهم بهذا الشكل المؤسف، بل إن القصص تكون أكثر ألما في حالات أخرى»، مضيفا:» يومية المصحة الألمانية 811 يورو أي ما يقارب أربعة آلاف ريال سعودي، وابني في حاجة للمزيد من الوقت لاستكمال الوظيفة العلاجية المرجوة ومن ثم معالجة انحناء العمود الفقري، وهذا أمر مكلف جدا ليس باستطاعة إنسان مثلي من محدودي الدخل أن يتحمل مثل هذه المبالغ. وكشف الحربي أنه رفض عروضا لعلاج ابنه قدمت من قبل منظمات تنصيرية وكذلك من جمعية رعاية الطفولة الألمانية، لكنهم ربطوا إجراء العملية بتسجيل لقاء تلفزيوني لصالح إحدى الفضائيات الألمانية. موضع العملية الذي أجريت لعبدالرحمن في ألمانيا الطفل عبدالرحمن خلال وجوده في ألمانيا الطفل المريض عبدالرحمن خلال مرحلة علاجية سابقة موضع عملية أخرى أجريت لعبدالرحمن التقرير الطبي الذي يشخص حالة الطفل عبدالرحمن 1 التقرير الطبي الذي يشخص حالة الطفل عبدالرحمن 2 قرار آخر من الملحق الصحي بإغلاق الملف الصحي قرار الأمر السامي بعلاج عبدالرحمن في ألمانيا