يعاني سكان قرية برطعة الشرقية المعزولة خلف الجدار من زيادة ملحوظة في محاولات جنود الاحتلال فرض حالات التفتيش العاري على سكان القرية من الجنسين عند الحاجز العسكري الذي يعتبر الممر الوحيد لدخول القرية، وشهدت البلدة اشتباكات بين أهالي القرية والجنود الاسرائيليين على خلفية إشاعة بعدم السماح لسيدة فلسطينية بالدخول إلى البلدة إلا بعد التفتيش العاري، وأنباء أخرى عن أن جنود الاحتلال منعوا طالبة جامعية من العودة إلى بيتها لرفضها الخضوع للتفتيش العاري. وقال غسان كبها رئيس المجلس المحلي في قرية التي يسكنها 6500 فلسطيني أن سكان القرية لا يمكن أن يقبلوا بتطبيق سياسة التفتيش العاري على نسائهم مشيرا إلى أن تكاتف المؤسسات المحلية في القرية أفشل سياسة العزل الإسرائيلية التي مارستها سلطات الاحتلال ضد سكان القرية الواقعة شمال الضفة الغربية، والمحاصرة بالكامل داخل جدار العزل الإسرائيلي منذ عام 2003. وأضاف كبها أن جنود الاحتلال أقاموا بوابة حديدية على مدخل القرية الفلسطينية يتم فتحها الساعة الخامسة صباحا ويعاد إغلاقها التاسعة ليلا، وأوضح كبها أن خروج الحالات المرضية، وحالات الوفاة، والحالات الطارئة أو دخولها ما بعد التاسعة ليلا يتم عبر التنسيق بين المجلس المحلي للقرية والجانب الإسرائيلي، مشيرا إلى أن شركة حراسة إسرائيلية خاصة تدير الحاجز منذ إنشائه قبل حوالي خمس سنوات. وأكد كبها أن سكان الجنود الإسرائيليين يطالبون الشباب بخلع ستراتهم وبناطيلهم في الكثير من الأوقات، لكنه شدد على أن أهالي القرية سيقاومون أي إجراء إسرائيلي يجبر الفتيات على التفتيش العاري «مهما كانت النتائج» على حد تعبيره. واعتبر كبها أن الاحتلال الإسرائيلي أقام الجدار وعزل قرية برطعة عن محيطها في مدينة جنين ووضعهم تحت الحصار والتفتيش لزيادة الضغوط عليهم وإجبارهم على بدء موجة من الهجرة عن قريتهم. من جهته قال عضو مجلس برطعة توفيق كبها أن والدته توفيت على الحاجز عام 2007 بعد منع جنود الاحتلال سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر من دخول القرية ونقل والدته إلى المستشفى مما اضطره لنقلها بسيارة مدنية. وأضاف أن والدته البالغة «80 عاما» توفيت على الحاجز نتيجة تعطيل الجنود الإسرائيليين لعملية نقلها وإخضاع السيارة والمريضة لعمليات تفتيش استمرت لأكثر من ساعتين. وتطرق توفيق كبها إلى حالة شقيقه المصاب بالقلب حيث احتجز على الحاجز لأكثر من ثلاث ساعات لرفضه المرور عبر جهاز التفتيش الإلكتروني لخطورة حالته حيث وضع له الأطباء جهازا منظما لعمل القلب، يمكن أن يتعرض للتوقف حال تعرضه لموجات إلكترونية قوية. وأضاف توفيق في حديثه ل»الشرق» بأن القرية تتعرض لنكبة حقيقية حيث يمنع سكانها من التواصل مع ذويهم في جنين وباقي مدن الضفة الغربية، ويتهددهم الاعتقال إذا ما ضبطتهم قوات الاحتلال في قرية برطعة الغربية التي يحمل سكانها الهوية الإسرائيلية وتقع داخل حدود الخط الأخضر، كما أن عشرات المواطنين من القرية يمضون الليل أمام الحاجز الإسرائيلي إن اضطرتهم الظروف إلى التأخر في العودة إلى منازلهم بعد التاسعة مساء. وقال أن النساء والفتيات في القرية يتعرضن للتفتيش ويطالبهن الجنود بخلع ستراتهن مما تسبب في نشوء أكثر من أزمة على الحاجز الإسرائيلي لرفض الفتيات الانصياع، خاصة وأن الجنود الإسرائيليين يتعمدون إحراج الفتيات أمام من هم غرباء عن القرية. وأكد كبها أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية فرضت على السكان عند إقامة الجدار وتشييد الحاجز العسكري على مدخل القرية استصدار تصاريح دخول وخروج للرجال ما فوق سن 16 سنة إلى قريتهم، وأجبرتهم على استصدار بطاقات ممغنطة ليتسنى لهم ممارسة حياتهم. وقال رئيس مجلس محلي برطعة الشرقية أن أهالي القرية توجهوا إلى المؤسسات الحقوقية والإنسانية ورفعوا دعوى في محكمة العدل العليا الإسرائيلية ضد إجراءات الجيش الإسرائيلي إلا أن هذه الدعوى رفضت تحت حجج أمنية إسرائيلية. بوابة الحاجز الإسرائيلي على ممر القرية (الشرق)