قتل في صنعاء أمس الخميس ضابط أمن الملحق العسكري بالسفارة السعودية باليمن خالد سبتان العنزي ومرافقه اليمني جلال مبارك شيبان أثناء توجه الدبلوماسي السعودي إلى مقر عمله في حي حدة السياسي الذي يضم غالبية البعثات الدبلوماسية الأجنبية في البلاد. وقالت مصادر متعددة اتصلت بها «الشرق» إن العنزي كان في خط الخمسين باتجاه حي حدة أرقى أحياء العاصمة اليمنية عندما لحقته سيارة عليها مجموعة من المسلحين يرتدون زي الأمن المركزي، وأطلقوا الرصاص على سيارته مما أدى إلى انقلاب السيارة ومقتل العنزي ومرافقه. ورفضت قيادات في وزارة الداخلية ومكتب الوزير اتصلت بها «الشرق» إبداء أي معلومات عن اغتيال الدبلوماسي السعودي واكتفت جميعها بالإشارة إلى إن الملف في يد الأمن القومي «المخابرات» وهو من تولى القضية بتوجيه من رئيس الجمهورية. وذكرت مصادر غير رسمية أن المسلحين الذين قتلوا ضابط أمن الملحق العسكري السعودي بصنعاء كانوا على متن سيارة مملوكة لأحد أعضاء السلطة القضائية وأن تحقيقات تجري لمعرفة علاقة القاضي بالمسلحين. وذكرت وزارة الدفاع أن دبلوماسيا سعوديا استشهد ومرافقه اليمني ظهر أمس في منطقة بيت زبطان بشارع الخمسين بصنعاء. وأوضحت الوزارة أن عناصر مسلحة على متن سيارة صالون خصوصي أطلقت الرصاص على الدبلوماسي السعودي خالد العنزي مسؤول أمن الملحق العسكري بالسفارة ومرافقه اليمني جلال مبارك محمد شيبان، مما أدى إلى مقتلهما في الحال ، قبل أن يلوذ المسلحون بالفرار. ولم تورد الدفاع اليمنية أية معلومات إضافية حول الحادث حيث تتكتم الجهات اليمنية ذات العلاقة عن إبداء أية تفاصيل متعلقة بعملية قتل الدبلوماسي السعودي. بدوره قال مسؤول سابق في وزارة الداخلية اليمنية ل«الشرق» إن عملية تحريض واسعة تشهدها اليمن من قبل الحوثيين ضد السعودية ومسؤوليها ومواطنيها وهذا قد يكون له علاقة بمقتل الدبلوماسي السعودي. وأضاف أن تنظيم القاعدة أيضا قد يكون هو المسؤول عن العملية كون الدبلوماسي السعودي يعمل في القسم العسكري مؤكدا أن الحوثيين والقاعدة هما الطرفان الأقرب إلى شبهة الاتهام بالوقوف وراء العملية الجبانة التي استهدفت الدبلوماسي السعودي. وأدان المؤتمر الشعبي العام مقتل الدبلوماسي السعودي في عملية اعتبرها جبانة ومدانة من كل اليمنيين وطالب وزارة الداخلية والجهات المختصة بحماية ضيوف اليمن الأجانب، وحمل الجهات الأمنية مسؤولية أي تقصير في ملاحقة الجناة ومعاقبتهم. وقال القيادي في المؤتمر عبد القوي الشميري الذي اتصل ب»الشرق» أنه يستنكر بشدة هذه الجريمة البشعة بحق دبلوماسي ينتمي إلى دولة جارة وتعد أكثر دول العالم دعما لليمن واحتضانا للعمالة اليمنية منذ عقود. ودعا الشميري رجال الدين والعلماء إلى إبداء موقف واضح من عمليات استهداف الدبلوماسيين السعوديين في اليمن حيث لايزال نائب القنصل السعودي في عدن مختطف لدى تنظيم القاعدة ولم نسمع لرجال الدين والعلماء أي دور في الإفراج عنه أو تجريم اختطافه في الوقت الذي تكيل هذه الشخصيات الدينية الفتاوى حول كل صغيرة وكبيرة. وقال الشميري إنه لايوجد مسوغ واحد يسمح لمجرمين أيا كانت انتماءاتهم القيام بهذه الجريمة البشعة التي فجعت اليمنيين بمختلف شرائحهم. وأكد القيادي في المؤتمر الشعبي العام أن الدور السعودي في اليمن يجب أن يكافأ بالحب والشكر والتقدير وليس بالموت والخطف والابتزاز لرجالات الدولة السعودية في اليمن. وطالب الشميري بتحقيقات واسعة لمعرفة الجناة ومعاقبتهم عن جريمتهم في أسرع وقت ممكن متمنيا أن لايكون مصير التحقيقات كمصير قضايا سابقة كثيرة. اقرأ أيضاً: * الرئيس اليمني لوزير الداخلية: سنقبض على القتلة وسينالون جزاءً رادعاً * الخارجية السعودية: ترتيبات لنقل جثمان الفقيد وتنسيق مع اليمن في التحقيقات * البحرين: الاعتداء على العنزي جريمة نكراء