بعد كراتشي الباكستانية، ودكا البنجلاديشية، حلت صنعاء محطة ثالثة في مسلسل اغتيال الدبلوماسيين السعوديين، إذ لقي أمس الدبلوماسي خالد العنزي الموظف في الملحقية العسكرية بسفارة الرياض لدى اليمن والذي رزق بمولوده الأخير قبل 3 أشهر، حتفه على يد مسلحين كانوا يستقلون "جيب" لوحته مزورة، باغتوه في فترة ما قبل الظهر وأمطروه بوابل من الرصاص مما أدى إلى مقتله ومرافقه اليمني. وأبلغ السفير السعودي في صنعاء علي الحمدان "الوطن"، أن كثافة إطلاق النار الذي تعرض له العنزي أدت إلى تشوه جثته، مؤكدا أن التهديدات لا تزال مستمرة. إلى ذلك، أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء أمس اتصالاً هاتفياً بوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف عبر فيه عن بالغ الأسى وصادق العزاء والمواساة في الفقيد. وأطلعه أنه وجه اللجنة العسكرية والأمنية بالتحرك لمتابعة وملاحقة الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وفيما توعد وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان، في تصريح إلى"الوطن" بملاحقة الجناة، رجحت مصادر ألا تتعدى مسؤولية الحادثة ثلاثة أطراف (القاعدة، الحوثيين، بقايا النظام). وشرحت مصادر سيناريو الحادثة، وكيف أن العنزي حاول الهرب بمركبته إلى الخلف بعد أن اعترضه المسلحون، مما أدى إلى انقلابه عدة مرات، فيما ذكرت أن طائرة خاصة غادرت لنقل جثمانه، وأن جنازة عسكرية سترافق وصوله إلى منطقة القصيم حيث مسقط رأسه. حصلت "الوطن" على السيناريو الذي نفذه 4 مُسلحين يرتدون زيّ الأمن المركزي اليمني أمس، وذهب ضحيته الدبلوماسي السعودي خالد العنزي وحارسه الشخصي، في عمل إرهابي، في حيٍ يمني مُحاذٍ لمواقع أمنية. وفي تفاصيل العمل الإجرامي طبقا لما حصلت عليها "الوطن"، والذي بدأت تفاصيله صبيحة أمس، حين همّ العنزي الذي يعمل برتبة وكيل رقيب في القوات المسلحة السعودية في الملحقية العسكرية السعودية في صنعاء، بالخروج من منزله، برفقة حارسه الشخصي حاملا سلاحه الشخصي "رشاش كلاشينكوف"، وباغتتهما سيارة من نوع "لاندكروزر" بيضاء اللون، ترجل منها أربعة مُسلحين، اتجهوا مباشرة نحو موقع الحارس الشخصي في المقعد المحاذي للسائق، الذي لم يتمكن من رفع سلاحه في وجوه المُسلحين، الذين عاجلوا بإطلاق النار نحوه، وخلفت تلك النيران إصابةً في بطنه. وبحسب المصادر، فإن الحارس الشخصي "جلال" التابع لأحد الجهات الأمنية، توفي في المستشفى، وسبق أن أوكلت إليه مهمة حماية العنزي خلال تواجده في اليمن. وحاول العنزي بعد مباغتة المسلحين له كما يروي ذلك المصدر الهرب من نيران المسلحين بعد أن أصابوا حارسه الشخصي باتجاه الخلف، إلا أنهم أمطروه بوابل من النيران خلال محاولة هروبه، وبكثافة عالية بحسب التفاصيل التي حصلت عليها "الوطن" عن سيناريو مقتله، إلى أن أردوه قتيلا، وتعرضت مركبته وقتها للانقلاب أكثر من مرة، جراء السرعة التي كان يسير بها نحو الخلف، وخلف انقلاب سيارته "إصابته في الرأس". إلى ذلك قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية إنه قد تمت مباشرة التحقيقات في هذا الحادث الإجرامي بشكل فوري من قبل السلطات الأمنية اليمنية وبالتنسيق مع سفير خادم الحرمين الشريفين في صنعاء لمعرفة ظروف ودوافع الجريمة وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة. وأضاف المصدر المسؤول أن الترتيبات جارية لنقل جثمان الفقيد إلى المملكة. ونقل المصدر المسؤول تعازي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وجميع منسوبي الوزارة والسفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها لأسر وذوي الشهيدين. ويتمتع العنزي الذي أقلعت طائرة للإخلاء الطبي مساء أمس لإحضار جثته من العاصمة اليمنية صنعاء للصلاة عليه اليوم في القصيم، حيث مقر أسرته ولإقامة جنازة عسكرية له بمحبة زملائه، ومن ذوي الأخلاق العالية، ويتميز بالأدب في تعامله مع الجميع كما أبلغ "الوطن" مقربون منه.
وزير الداخلية اليمني: الجناة استخدموا لوحة مزورة صنعاء: أجهزة الأمن ستبذل جهودا لملاحقتهم وكشفهم نجران، صنعاء: صالح آل صوان، صادق السلمي أكد وزير الداخلية اليمني اللواء عبدالقادر محمد قحطان، أن أجهزة الأمن اليمنية تواصل جهودها لكشف طلاسم جريمة القتل الغادرة، التي أودت بحياة الدبلوماسي السعودي خالد العنزي ومرافقه من الحراسات اليمنية جلال مبارك شيبان. وقال في تصريح إلى "الوطن" أمس، إن الإجرءات الأمنية مستمرة لتعقب الجناة الذين تعمدوا استخدام لوحة مرورية مزورة لسيارة من نوع لاند كروزر طراز 2005، في شارع الخمسين في حي بيت بؤس المؤدي إلى دار سلم وسط العاصمة صنعاء. ولفت إلى أن موقع الجريمة باشرته فرق من الأدلة الجنائية ومدير أمن المحافظة العميد عمر عبدالكريم وعدد من الجهات المختصة. وشدد الوزير قحطان على أن الداخلية اليمنية، عززت من إجراءات الحماية لكافة الدبلوماسيين العاملين من مختلف الدول، داعيا إلى توخي الحيطة والحذر عند التنقل. من جهته، ناشد الملحق الثقافي السعودي في اليمن الدكتور علي الصميلي سلطات الأمن اليمنية بضرورة توفير الحماية الكاملة للدبلوماسيين السعوديين. وقال: "إننا وكافة العاملين في السفارة السعودية ومرافقها نقدم خدمات جليلة لأشقائنا في مختلف المحافظات اليمنية، ومن حقنا على الأمن اليمني الحرص على سلامتنا". وعبرت الحكومة اليمنية عن تنديدها وشجبها واستنكارها بأقسى العبارات للجريمة النكراء، وأكدت في بيان رسمي أن "أجهزة الأمن ستبذل أقصى الجهود لملاحقة وكشف الجناة المتورطين في هذه الجريمة ومن يقف وراءهم وتتعقبهم حتى يتم ضبطهم لتقديمهم للعدالة لينالوا أقسى العقوبات إزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة". وأشار البيان إلى أن "مثل هذه الاستهدافات لأمن البلدين الشقيقين وسلامة مواطنيهما ستجعل البلدين والحكومتين والقيادتين أقرب إلى بعضهما من أي وقت مضى، وأكثر توحدا ومؤازرة في مواجهة كل أنواع الإجرام والعدوان والتآمر والمخاطر والمكائد الخبيثة". المغدور رزق بآخر أبنائه قبل 3 أشهر الرياض: معيض الرفدي طالت يدر الغدر من جديد الدبلوماسية السعودية في اليمن، وذلك بعد أن استهدف مسلحون أحد موظفي الملحقية العسكرية في سفارة الرياض هناك، في شارع يعد من أفخم شوارع العاصمة اليمنية صنعاء. وأبلغ "الوطن" سفير المملكة لدى اليمن علي الحمدان في اتصال هاتفي بعد ساعة من وقوع الجريمة، أن المغدور يدعى خالد العنزي، وهو أحد موظفي الملحقية العسكرية في السفارة، لافتا إلى أن مرافقه اليمني لقي حتفه كذلك في الهجوم. وأوضح الحمدان أن عملية الاغتيال التي تعرض لها العنزي تمت في الساعة الحادية عشرة قبل ظهر أمس، واصفا إطلاق النار الذي تعرض له العنزي ب"الكثيف". وعلمت "الوطن" أن الدبلوماسي السعودي العنزي، متزوج ولديه عدد من الأبناء، فيما رزق بأحدث مولود له قبل 3 أشهر. وأكد السفير الحمدان أن التهديدات لم تتوقف إطلاقا عن أفراد البعثة الدبلوماسية العاملة في اليمن، مؤكدا أنهم يتلقون التهديدات على نحو مستمر.