أقدم مسلحون مجهولون، في حادث هو الأول من نوعه، على قتل ديبلوماسي سعودي يعمل في الملحقية العسكرية بالسفارة السعودية في صنعاء، أثناء مغادرته منزله ظهر أمس في حي الخمسين (جنوب العاصمة اليمنية)، وأسفر الاعتداء أيضاً عن مقتل المرافق اليمني للديبلوماسي السعودي. إلى ذلك أجرى الرئيس اليمني عبدربه هادي، مساء أمس اتصالاً هاتفياً بوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وقالت وكالة الأنباء اليمنية إن الرئيس هادي أبلغ الأمير محمد بن نايف خلال الاتصال بطبيعة الحادثة الإجرامية والإرهابية الغادرة والجبانة. وأوضحت أن الرئيس اليمني أبلغ وزير الداخلية بأنه وجّه اللجنة العسكرية والأمنية بسرعة التحرك لمتابعة وملاحقة الجناة المجرمين الإرهابيين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع. وقالت مصادر أمنية إن المسلحين لاذوا بالفرار على متن سيارة من نوع «تويوتا» زرقاء اللون ومن طراز «لاند كروزر» الشائع الاستعمال في اليمن. وأعربت الحكومة اليمنية في بيان عن «إدانتها واستنكارها الشديدين للجريمة النكراء التي قامت بها عناصر إجرامية، والمتمثلة بإطلاق النار الغادر والجبان على الديبلوماسي السعودي خالد شبيكان العنزي الموظف بالملحقية العسكرية بالسفارة السعودية في صنعاء ومرافقه اليمني جلال مبارك هادي شيبان، أثناء مرورهما ظهر اليوم (أمس) في منطقة بيت زبطان في شارع الثلاثين المتفرع من شارع الخمسين بأمانة العاصمة صنعاء، الأمر الذي أدى إلى استشهادهما وانقلاب السيارة التي كانت تقلهما». ووصف مصدر يمني مسؤول حادث الاغتيال بأنه «استهداف لأمن البلدين الشقيقين وسلامة مواطنيهما، وأنه سيجعل البلدين والحكومتين والقيادتين أقرب إلى بعضهما من أي وقت مضى وأكثر توحداً ومؤازرة في مواجهة كل أنواع الإجرام والعدوان والتآمر والمخاطر والمكائد الخبيثة». وأضاف المصدر في تصريح نقلته «وكالة الأنباء اليمنية» إن حكومة صنعاء «إذ تعبر عن تنديدها وشجبها واستنكارها بأقسى العبارات لهذه الجريمة النكراء، لتؤكد أن أجهزة الأمن ستبذل أقصى الجهود لملاحقة وكشف الجناة المتورطين في هذه الجريمة ومن يقف وراءهم، وتعقبهم حتى يتم ضبطهم لتقديمهم إلى العدالة لينالوا أقسى العقوبات إزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة». وعبر عن «بالغ التعازي وصادق المواساة باسم اليمن قيادة وحكومة وشعباً، إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً، ومن خلالهم إلى أسرة الفقيد الراحل الشهيد خالد العنزي، وكذلك عن التعازي الحارة إلى أسرة الشهيد جلال شيبان». وكان شهود أفادوا بأن المسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على سيارة الديبلوماسي السعودي وأردوه ومرافقه في الحال، ما أدى إلى انقلاب السيارة إلى جانب الطريق العام». وأوضحت مصادر أمنية أن لوحة سيارة الجناة التي أدلى الشهود بمعلومات عنها، أظهرت أنها مسجلة باسم قاض يعمل في المحكمة التجارية في محافظة الحديدة (غرب اليمن). وكان مسلحون مجهولون اعتدوا على القاضي في الحديدة في 12 أيلول (سبتمبر) الماضي، ملحقين به إصابات خطرة أدت إلى دخوله المستشفى، وسلبوه سيارته. ونقل القاضي لاحقاً إلى القاهرة لاستكمال العلاج ولا يزال هناك. وفي حين لم تعرف هوية الجناة ودوافعهم، قالت المصادر الأمنية إن فريقاً مختصاً بدأ التحقيق في الاعتداء على الديبلوماسي السعودي، وسط دلائل قوية على أن يكون تنظيم «القاعدة» في اليمن متورطاً، خصوصاً أن التنظيم اختطف في أواخر آذار (مارس) الماضي الديبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي الذي يعمل قائماً بأعمال القنصل السعودي في عدن (جنوب)، وفشلت حتى الآن كل محاولات التفاوض لإطلاقه. وفي الرياض (الحياة)، صرّح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية بأن الموظف في الملحقية العسكرية بسفارة المملكة في صنعاء وكيل الرقيب خالد العنزي، تعرض وهو خارج من منزله لإطلاق نار من مسلحين مجهولي الهوية، أودى بحياته وحياة مرافقه من الحراسات الرسمية اليمنية.